الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ التنبيه ] الرابع

                                                      استشكل الخلاف في هذه المسألة بحكايتهم في مسألة تكليف ما لا يطاق الإجماع على صحة التكليف بما علم الله أنه لا يقع كما قاله ابن الحاجب وغيره ، كإيمان أبي لهب .

                                                      والجواب : أن الإجماع غير مسلم لما سنذكره هناك أن الخلاف فيهما واحد ثم الصورتان متغايرتان ، لأن العلم هناك تعلق بعدم الوقوع مع بلوغ [ ص: 97 ] المكلف حالة التمكن ، وهنا فيما إذا لم يبلغ حالة التمكن بأن يموت قبل زمن الامتثال . وأيضا فتلك في ورود التكليف منجزا غير مقيد بشرط ، ولكن الامتناع جاء من أمر خارج . ومأخذ المنع فيها تكليف المحال ، وهذه في الأمر المقيد بشرط هل يتحقق معه الأمر في نفسه ؟ ومأخذ المانع فيها عدم تصور الشرط في حقه تعالى عند المخالف ، ولهذا لم يقصر خلافه على ما علم عدم وقوعه بل عداه إلى ما علم وقوعه أيضا كما سبق بيانه .

                                                      [ التنبيه ] الخامس

                                                      ظهر بما ذكرناه أن تصوير المسألة بالأمر المقيد بشرط علم انتفاء وقوعه قاصر ، فإن خلافهم لا يخص هذه الحالة ، وإنما خلافهم في أنه هل يصح الأمر بشرط من الله تعالى أم لا ؟

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية