الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  536 38 - (حدثنا المكي بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب إذا توارت بالحجاب).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة؛ لأنه يعلم منه أن وقت المغرب بغيبوبة الشمس.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم ثلاثة: المكي بن إبراهيم [ ص: 58 ] بن بشير بن فرقد البلخي ويزيد بن أبي عبيد مولى سلمة هذا، وهو سلمة بن الأكوع الصحابي.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وفيه العنعنة في موضع واحد، وفيه القول في موضعين، وفيه أن هذا من ثلاثيات البخاري، وفيه أن اسم شيخ البخاري على صورة المنسوب، وربما يتوهم أنه شخص منسوب إلى مكة، وليس كذلك.

                                                                                                                                                                                  (ذكر من أخرجه غيره) أخرجه أيضا مسلم في الصلاة، عن قتيبة، وأبو داود، عن عمرو بن علي، والترمذي، عن قتيبة، وابن ماجه، عن يعقوب بن حميد.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: (المغرب) أي: صلاة المغرب. قوله: (إذا تواترت)؛ أي: الشمس، ولا يقال: إن الضمير فيه مبهم لا يعلم مرجعه؛ لأن قوله: (المغرب) قرينة تدل على أن الضمير الذي فيه يرجع إلى الشمس، كما في قوله تعالى: حتى توارت بالحجاب والظاهر أن طي ذكر الفاعل فيه من شيخ البخاري؛ لأن عبد بن حميد رواه عن صفوان بن عيسى والإسماعيلي كذلك، عن يزيد بن أبي عبيد بلفظ: (كان يصلي المغرب ساعة تغرب الشمس حين يغيب حاجبها)، وفي رواية أبي داود، عن سلمة (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي المغرب ساعة مغرب الشمس إذا غاب حاجبها). قوله: (ساعة) نصب على الظرف، ومضاف إلى الجملة قوله: (إذا غاب حاجبها) بدل من قوله (ساعة تغرب الشمس) وحاجب الشمس طرفها الأعلى من قرصها، وحواجبها: نواحيها. وقيل: سمي بذلك لأنه أول ما يبدو منها، كحاجب الإنسان، فعلى هذا يختص الحاجب بالحرف الأعلى البادي أولا، ولا يسمى جميع جوانبها حواجب.

                                                                                                                                                                                  (ومما يستفاد منه) أن أول وقت صلاة المغرب حين تغرب الشمس، وفي خروج وقته اختلاف، وقد ذكرناه عن قريب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية