الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب من رأى فيها السجود

                                                                      1406 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن الأسود عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد فيها وما بقي أحد من القوم إلا سجد فأخذ رجل من القوم كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال يكفيني هذا قال عبد الله فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافرا [ ص: 206 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 206 ] ( 326 - باب من رأى فيها سجودا قرأ سورة النجم فسجد بها ) : وفي نسخة فسجد فيها أي لما فرغ من قراءتها ( وما بقي أحد من القوم ) : الذين اطلع عليهم عبد الله بن مسعود ( إلا سجد ) : معه عليه الصلاة والسلام . وقال النووي : أي من كان حاضرا قراءته من المسلمين والمشركين والجن والإنس قاله ابن عباس حتى شاع أن أهل مكة أسلموا ( فأخذ رجل من القوم ) : الحاضرين هو أمية بن خلف ( كفا من حصى ) : أي حجارة صغار ( أو تراب ) : شك من الراوي ( يكفيني هذا ) : كان المقصود من السجود التواضع والانقياد والمذلة بين يدي رب العباد ، ووضع أشرف الأعضاء في أخس الأشياء رجوعا إلى أصله من الغناء ، وهذا لما في رأسه من توهم الكبرياء وعدم وصوله إلى مقام الأصفياء ( قال عبد الله ) : أي ابن مسعود ( بعد ذلك ) : أي بعد هذه القصة ( قتل ) : أي يوم بدر ( كافرا ) : قال الطيبي : فيه أن من سجد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المشركين قد أسلموا والحديث فيه مشروعية السجود لمن حضر عند القارئ للآية التي فيها السجدة . قال القاضي عياض : وكان سبب سجودهم فيما قال ابن مسعود أنها أول سجدة نزلت ، وأما ما يرويه الإخباريون والمفسرون أن سبب ذلك ما جرى على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الثناء على آلهة المشركين في سورة النجم فباطل لا يصح فيه شيء لا من جهة العقل ولا من جهة النقل كذا في شرح مسلم للنووي . قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم وأخرجه النسائي مختصرا . وهذا الرجل هو أمية بن خلف ، وقيل هو الوليد بن المغيرة ، وقيل هو عبيد بن ربيعة ، وقيل إنه أبو أحيحة سعيد بن العاص ، والأول أصح وهو الذي ذكره البخاري .




                                                                      الخدمات العلمية