الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1228 حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر حدثنا أبو إسحاق وهو الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال لما أصيب عمر رضي الله عنه جعل صهيب يقول وا أخاه فقال عمر أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن أبي بردة ) هو ابن أبي موسى الأشعري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لما أصيب عمر جعل صهيب يقول : واأخاه ) أخرجه مسلم من طريق عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة أتم من هذا السياق ، وفيه قول عمر : " علام تبكي " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن الميت ليعذب ببكاء الحي ) الظاهر أن الحي من يقابل الميت ، ويحتمل أن يكون المراد به القبيلة ، وتكون اللام فيه بدل الضمير ، والتقدير : يعذب ببكاء حيه ؛ أي قبيلته . فيوافق قوله في الرواية الأخرى : " ببكاء أهله " . وفي رواية مسلم المذكورة : " من يبكي عليه يعذب " . ولفظها أعم . وفيه دلالة على أن الحكم ليس خاصا بالكافر ، وعلى أن صهيبا أحد من سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكأنه نسيه حتى ذكره به عمر . وزاد فيه عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة : " فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال : كانت عائشة تقول : إنما كان أولئك اليهود . . . " أخرجه مسلم . قال الزين بن المنير : أنكر عمر على صهيب بكاءه لرفع صوته بقوله : واأخاه ، ففهم منه أن إظهاره لذلك قبل موت عمر يشعر باستصحابه ذلك بعد وفاته أو زيادته عليه فابتدره بالإنكار لذلك ، والله أعلم . وقال ابن بطال : إن قيل : كيف نهى صهيبا عن البكاء ، وأقر نساء بني المغيرة على البكاء على خالد كما سيأتي في الباب الذي يليه ؟ فالجواب أنه خشي أن يكون رفعه لصوته من باب ما نهي عنه ، ولهذا قال في قصة خالد : " ما لم يكن نقع أو لقلقة " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية