الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5116 58 - حدثنا عبد الرحمن بن شيبة قال: أخبرني ابن أبي الفديك، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: كنت ألزم النبي - صلى الله عليه وسلم - لشبع بطني حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وألصق بطني بالحصباء، وأستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب; ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة ليس فيها شيء فنشتقها فنلعق ما فيها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "العكة" لأن الغالب يكون العسل فيها على أنه جاء مصرحا به في بعض طرقه.

                                                                                                                                                                                  وعبد الرحمن بن شيبة هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة أبو بكر القرشي الحزامي -بالحاء المهملة والزاي- المدني، وهو منسوب إلى جد أبيه، وقد غلط بعضهم، فقال: عبد الرحمن بن أبي شيبة، وزاد لفظة "أبي" وما لعبد الرحمن هذا في البخاري إلا في موضعين: أحدهما هذا، وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بضم الفاء -مصغر فدك بالفاء والدال المهملة والكاف- ويروى: ابن أبي الفديك -بالألف واللام- وابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب -بكسر الذال- بلفظ الحيوان المشهور، والمقبري هو سعيد بن أبي سعيد، وقد مر عن قريب.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في مناقب جعفر بن أبي طالب، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لشبع بطني" أي: لأجل شبع بطني، والشبع بكسر الشين وفتح الباء، وفي رواية الكشميهني: بشبع بطني، أي: بسبب شبع بطني، ويروى: ليشبع بطني، بصيغة المجهول، واللام فيه للتعليل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الخمير" بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم، الخمير والخميرة التي تجعل في الخبز، يقال: عندي خبز خمير، أي: خبز بائت.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا ألبس الحرير" براءين، كذا في رواية الكشميهني، وبالباء الموحدة بدل الراء الأولى في رواية الأصيلي والقابسي وعبدوس، وكذا في رواية أبي ذر عن الحموي، ورجح عياض الرواية بالباء الموحدة، وقال: هو الثوب المحبر، وهو المزين الملون مأخوذ من التحبير، وهو التحسين، وقيل: الحبير ثوب وشي مخطط، وقيل: الجديد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا يخدمني فلان ولا فلانة" هما كنايتان عن الخادم والخادمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهي معي" أي: تلك الآية محفوظي وفي خاطري، لكن أستقرئ، أي: أطلب القراءة من الرجل حتى يوديني إلى بيته فيطعمني.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فنشتفها" ضبطه عياض بالشين المعجمة والفاء، وقال ابن التين: بالقاف، وهو الأظهر; لأن معنى الذي بالفاء أن نشرب ما في الإناء، والذي بالقاف أن نشق العكة حتى يلعقوها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية