الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3496 [ 1347 ] وعن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أبا سعيد، من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة". فعجب لها أبو سعيد ، فقال: أعدها علي يا رسول الله! ففعل، ثم قال: وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: "الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله" .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 14 ) ومسلم (1884)، والنسائي ( 6 \ 19 ).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : ( من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وجبت له الجنة ) ; أي : من مات على ذلك فلا بد له من دخول الجنة قطعا ، ولو دخل النار في كبائر عليه فمآله إلى الجنة على كل حال .

                                                                                              وقوله -صلى الله عليه وسلم- : ( وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة ) ; أي : خصلة أخرى . والدرجة : المنزلة الرفيعة ، ويراد بها غرف الجنة ومراتبها ; التي أعلاها الفردوس ، كما جاء في الحديث . ولا يظن من هذا : أن درجات الجنة محصورة بهذا العدد ، [ ص: 711 ] بل هي أكثر من ذلك ، ولا يعلم حصرها ولا عددها إلا الله تعالى ، ألا تراه قد قال في الحديث الآخر : (يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) ; فهذا يدل : على أن في الجنة درجات على عدد آي القرآن ، وهي نيف على ستة آلاف آية ، فإذا اجتمعت للإنسان فضيلة الجهاد مع فضيلة القرآن ، جمعت له تلك الدرجات كلها . وهكذا ما زادت أعماله زادت درجاته . والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية