الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ( 12 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وإذا أصاب الإنسان الشدة والجهد ( دعانا لجنبه ) ، يقول : استغاث بنا في كشف ذلك عنه ( لجنبه ) ، يعني مضطجعا لجنبه . ( أو قاعدا أو قائما ) بالحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضر به ( فلما كشفنا عنه ضره ) ، يقول : فلما فرجنا عنه الجهد الذي أصابه ( مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) ، يقول : استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء أو تناساه ، وترك الشكر لربه الذي [ ص: 37 ] فرج عنه ما كان قد نزل به من البلاء حين استعاذ به ، وعاد للشرك ودعوى الآلهة والأوثان أربابا معه . يقول ، تعالى ذكره : ( كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ) ، يقول : كما زين لهذا الإنسان الذي وصفنا صفته ، استمراره على كفره بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر ، كذلك زين للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ، فتجاوزوا في القول فيهم إلى غير ما أذن الله لهم به ، ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17578 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قوله : ( دعانا لجنبه ) ، قال : مضطجعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية