الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما لا يبين من التمليك

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها خطبت على عبد الرحمن بن أبي بكر قريبة بنت أبي أمية فزوجوه ثم إنهم عتبوا على عبد الرحمن وقالوا ما زوجنا إلا عائشة فأرسلت عائشة إلى عبد الرحمن فذكرت ذلك له فجعل أمر قريبة بيدها فاختارت زوجها فلم يكن ذلك طلاقا [ ص: 260 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 260 ] 5 - باب ما لا يبين من التمليك

                                                                                                          1181 1161 - ( مالك ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن ) عمته ( عائشة أم المؤمنين أنها خطبت على ) أي لأخيها ( عبد الرحمن بن أبي بكر ) الصديق ( قريبة ) بفتح القاف وكسر الراء وسكون التحتية وموحدة فتاء تأنيث ، ويقال بالتصغير ، بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية الصحابية ، أخت أم سلمة أم المؤمنين ، وكانت موصوفة بالجمال ، روى عمر بن شيبة : لما فتحت مكة قال سعد بن عبادة : ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : هل رأيت بنات أبي أمية ؟ هل رأيت قريبة ؟ ( فزوجوه ) وولدت له عبد الله وأم حكيم وحفصة ، ذكره ابن سعد ( ثم إنهم عتبوا ) أي وجدوا ( على عبد الرحمن ) في أمر فعله ، وكان في خلقه شدة ( وقالوا : ما زوجنا إلا عائشة ) أي إنما وثقنا بفضلها وحسن خلقها ، وأنها لا ترضى لنا بأذى ولا إضرار في وليتنا ( فأرسلت عائشة إلى عبد الرحمن فذكرت ذلك له ، فجعل أمر قريبة بيدها ، فاختارت زوجها فلم يكن ذلك طلاقا ) ولابن سعد بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال : تزوج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة ، وكان في خلقه شدة ، فقالت له يوما : أما والله لقد حذرتك ؟ قال : فأمرك بيدك ، فقالت : لا أختار على ابن الصديق أحدا ، فأقام عليها .




                                                                                                          الخدمات العلمية