الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3507 [ 1358 ] وعنه: قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا".

                                                                                              وفي لفظ آخر : " لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر". قيل: من هم يا رسول الله؟! قال: "مؤمن قتل كافرا، ثم سدد" .


                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 368 )، ومسلم (1891) (130 و 131)، وأبو داود (2495).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله في الطريق الآخر : ( لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر ) ; مخالف للرواية الأولى، فإن ظاهر تلك : نفي الاجتماع مطلقا . وظاهر هذه : نفي اجتماع مخصوص . فتعارض الظاهران . ووجه الجمع : حمل المطلق على المقيد . بمعنى : أن من قتل كافرا ثم مات مرتكب كبيرة ، غير تائب منها ، فأمره إلى الله تعالى ; إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه ، وأدخله النار . ثم إن دخل النار فإنما يدخل حيث يدخل المؤمنون المذنبون ، لا حيث يدخل الكافرون . فلا يجتمع ذلك المؤمن مع مقتوله الكافر أبدا ، ولا يلقاه حتى يخاصمه ، كما قد جاء : [ ص: 726 ] أن بعض الكفار يجتمع ببعض المؤمنين في النار ، فيقولون لهم : ما أغنى عنكم إيمانكم ولا عبادتكم ; إذ أنتم معنا . فيضج المؤمنون إلى الله تعالى حتى يخرجوا ، فإذا خرجوا ، وتفقدهم الكافرون ، فلم يروهم ، قال بعضهم لبعض : ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار [ص: 62 - 63] وقيل في الآية غير هذا . والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية