الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا

                                                                                                                                                                                                                                      97 - قال له موسى فاذهب من بيننا طريدا فإن لك في الحياة ما عشت أن تقول لمن أراد مخالطتك جاهلا بحالك لا مساس أي : لا يمسني أحد ولا أمسه فمنع مخالطة الإنس منعا كليا وحرم عليهم ملاقاته ومكالمته ومبايعته ، وإذا اتفق أن يماس أحدا حم الماس والممسوس وكان يهيم في البرية يصيح: لا مساس ، ويقال إن ذلك موجود في أولاده إلى الآن وقيل أراد موسى عليه السلام أن يقتله فمنعه الله تعالى منه لسخائه وإن لك موعدا لن تخلفه أي : لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض ينجزه لك في الآخرة بعدما عاقبك بذاك في الدنيا "لن تخلفه" مكي وأبو عمرو وهذا من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه وأصله ظللت فحذف اللام الأولى تخفيفا عاكفا مقيما لنحرقنه بالنار ثم لننسفنه لنذرينه في اليم نسفا فحرقه وذراه في البحر فشرب بعضهم من مائه حبا له فظهرت على شفاههم صفرة الذهب [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية