الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

2619 - أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي ابن المعطوش - بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد - قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به ، أبنا الحسن بن علي ، أبنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله ، ثنا أبي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن [ ص: 187 ] الزهري ، أخبرني أنس بن مالك قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ؟ قال : نعم .

قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليال ، فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى تقوم صلاة الفجر .

قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت الثلاث المرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، قال : فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله عز وجل إياه ، فقال عبد الله : هذه الذي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق
.

رواه النسائي في كتاب عمل يوم وليلة ، عن سويد بن نصر [ ص: 188 ] عن عبد الله بن المبارك ، عن معمر بنحوه .

ورواه عبد بن حميد ، عن عبد الرزاق ، أبنا معمر ، عن الزهري : أن أنس بن مالك أخبره ، فذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية