الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والاستثناء من الصفة ثلاثة أقسام . أحدها : من متعلقها ، كقول الشاعر المتقدم ، متعلقه التبتل ، وثانيها : من بعض أنواعها كالآية ، لأن الموتة الأولى أحد أنواع الموت ، وثالثها : أن يستثنى بجملتها لا بترك شيء منها ، كأنت طالق واحدة إلا واحدة ، والثمانية الباقية لا ينطق بها ، ويقع الاستثناء منها ، أحدها : الأسباب ، نحو لا عقوبة إلا بجناية ، والثاني : الشروط ، نحو لا صلاة إلا بطهور ، والثالث : الموانع ، نحو لا تسقط الصلاة عن المرأة إلا بالحيض ، والرابع : المحال ، نحو أكرم رجلا إلا زيدا وعمروا وبكرا ، فإن كل شخص هو محل الأعمية ، والخامس : الأحوال ، نحو . قوله تعالى . " لتأتنني به إلا أن يحاط بكم " أي لتأتنني به في جميع الأحوال إلا في حالة الإحاطة بكم ، فإني أعذركم . والسادس : الأزمان ، نحو صل إلا عند الزوال ، والسابع : الأمكنة ، نحو صل إلا عند المزبلة ونحوها ، والثامن : مطلق الوجود ، مع قطع النظر عن الخصوصيات ، نحو . قوله تعالى . " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم " أي لا حقيقة للأصنام . ألبتة ، إلا أنها لفظ مجرد ، فاستثنى اللفظ من مطلق الوجود على سبيل المبالغة في النفي ، أي لم يثبت لها وجود . ألبتة إلا عند وجود اللفظ ، ولا شيء وراءه . فهذه الثمانية لم . يذكر فيها الاستثناء ، وإنما يعلم بما يذكر بعد الاستثناء فرد منها ، فيستدل بذلك الفرد على جنسه وهو الكائن بعد الاستثناء . وحينئذ [ ص: 396 ] ينبغي أن يعلم أن الاستثناء في هذه الأمور التي لم تذكر كلها استثناء متصل ، لأنه من الجنس ، وحكم بالنقيض بعد إلا . فهذان القيدان وافيان بحقيقة المتصل . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية