الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5287 قال هشام، وسعيد، وهمام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأنهار.. نحوه، ولم يذكروا ثلاثة أقداح.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام بتشديد الميم ابن يحيى، يعني كلهم رووا الحديث المذكور عن قتادة، عن أنس بن مالك، وزادوا في الإسناد مالك بن صعصعة، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وقال أبو عمر: مالك بن صعصعة الأنصاري المازني من بني مازن بن النجار روى عنه أنس بن مالك حديث الإسراء، وتعليق هشام وسعيد وهمام قد وصله البخاري في كتاب بدء الخلق في باب ذكر الملائكة مطولا، أخرجه عن هدبة بن خالد، عن همام، عن قتادة، وعن خليفة، عن يزيد بن زريع، عن سعيد وهشام، كلاهما عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في الأنهار نحوه) أراد أنهم توافقوا في المتن على ذكر الأنهار نحو المذكور في الحديث السابق.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولم يذكروا الأقداح) أي: لم يذكر هؤلاء ثلاثة الأقداح في روايتهم، وفي رواية الكشميهني: ولم يذكر ثلاثة أقداح بإفراد "لم يذكر" فظاهر هذا أنه لم يقع ذكر الأقداح أصلا في رواية هؤلاء الثلاثة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: قد ذكرت ثلاثة أقداح في رواية همام: "ثم أتيت بإناء من خمر، وإناء من لبن، وإناء من عسل".

                                                                                                                                                                                  قلت: يحتمل أن يكون المراد بالنفي ذكر لفظ الأقداح بخصوصها، ويحتمل أن تكون رواية الكشميهني هي الصحيحة، أعني "لم يذكر" بالإفراد، ويكون فاعل "لم يذكر" "هشام الدستوائي" فإنه تقدم في بدء الخلق من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد [ ص: 189 ] وهشام جميعا، عن قتادة بطوله، وليس فيه ذكر الآنية أصلا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية