الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في "البعث" والضياء عن بريدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم الحجف ثلاث مرار حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السائقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم . قالوا يا رسول الله، من هم؟ قال : هم الترك، أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمر - وفي لفظ : حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمر - فيأتيهم إبليس فيصرفهم إلى عبادة الأوثان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 387 ] وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف كأن وجوههم المجان المطرقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه عن حذيفة قال : إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه، قلت يا رسول الله : أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله يكون بعده شر؟ قال : نعم . قلت : فما العصمة من ذلك؟ قال : السيف . قلت : وهل للسيف من بقية؟ قال : نعم . قلت : ثم ماذا؟ قال : ثم هدنة على دخن، جماعة على فرقة، فإن كان يومئذ لله خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع وإلا فمت عاضا بجذل شجرة . قلت : ثم ماذا؟ قال : يخرج الدجال ومعه نهر ونار، فمن وقع في ناره وقع أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره . قلت : ثم ماذا؟ قال : ثم إنما هي قيام الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ومسلم، والترمذي، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 388 ] وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو يعلى والحاكم وصححه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله . وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول : قد كان لهذه رجل مرة وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة وحتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن أنس مرفوعا : والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة على رجل يقول : لا إله إلا الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى تؤخذ المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحد، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول : لو نحيتها عن الطريق قليلا . فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 389 ] وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن علباء السلمي مرفوعا : لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ومسلم، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم لا يدركني زمان ولا تدركون زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة . وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو قال : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات النساء حول الأصنام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 390 ] وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أشراط الساعة أن تعزب العقول وتنقص الأحلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي قال : كان يقال : من اقتراب الساعة موت الفجأة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد قال : من أشراط الساعة موت البدار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي العالية قال : كنا نتحدث أنه سيأتي على الناس زمان خير أهله الذي يرى الخير فيجانبه قريبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، والبيهقي في "البعث" عن طلحة بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من اقتراب الساعة هلاك العرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 391 ] وأخرج أحمد، والبخاري، في "الأدب المفرد" والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين وألا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وأن يبرد الصبي بالشيخ ويأمره لفقره، وأن تتطاول الحفاة العراة رعاء الشاء في البنيان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى منها عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 392 ] وأخرج أحمد، ومسلم، والحاكم وصححه عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن طالت بك مدة يوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمرو مرفوعا : يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمتم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم . فقلت لأبي : وما المياثر؟ قال : سروج عظام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن أبي أمامة مرفوعا : يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار والحاكم بسند ضعيف عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 393 ] قال : والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف . قالوا : ومتى ذاك يا نبي الله؟ قال : إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المصلون في آنية أهل الشرك؛ الذهب والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستذفروا واستعدوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أبي أمامة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزداد الأمر إلا شدة ولا المال إلا إفاضة ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والحاكم وصححه عن أبي ذر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما رجعنا تعجل الناس فدخلوا المدينة، فسأل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أنهم تعجلوا إلى المدينة، فقال : يوشك أن يدعوها أحسن ما كانت، ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق تضيء لها أعناق [ ص: 394 ] البخت ببصرى يروها كضوء النهار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تخرج نار من حبس سيل تسير بسير بطيئة، تكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح، يقال : غدت النار أيها الناس فاغدوا، قالت النار أيها الناس فقيلوا، راحت النار فروحوا . من أدركته أكلته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم بسند ضعيف عن أبي البداح بن عاصم الأنصاري عن أبيه قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم فقال : أين حبس سيل؟ قلنا : لا ندري . فمر بي رجل من بني سليم، فقلت : من أين جئت قال : من حبس سيل، فأتيت فقلت يا رسول الله، إن هذا الرجل يزعم أن أهله بحبس سيل، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أخر أهلك؛ فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضيء [ ص: 395 ] أعناق الإبل ببصرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ومسلم، والحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار بأرض الحجاز تضيء منها أعناق الإبل ببصرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث؛ ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الخبث، ويظهر فيهم السقارون . قالوا : وما السقارون؟ قال : بشر يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة فيصبح القوم فيقولون : من صعق [ ص: 396 ] البارحة فيقولون : صعق فلان وفلان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار وأبو يعلى، وابن حبان، والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا . ثم قال : والذي نفسي بيده ليعودن الأمر كما بدأ ليعودن كل إيمان إلى المدينة كما بدأ بها حتى يكون كل إيمان بالمدينة . ثم قال : لا يخرج رجل من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه، وليسمعن ناس برخص من أسعار وريف فيتبعونه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 397 ] وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء وتقل الفقهاء ويقبض العلم ويكثر الهرج . قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال : القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يجادل المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والحاكم وصححه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة بن اليمان قال : تكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب [ ص: 398 ] ثم تكون الخامسة دهماء مجللة تنبثق في الأرض كما ينبثق الماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم عن حذيفة بن اليمان قال : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن : منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف؛ منها صغار ومنها كبار . قال حذيفة : فذهب أولئك الرهط كلهم غيري .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأبو داود عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون في هذه الأمة أربع فتن آخرها الفناء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو داود، والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر قال : [ ص: 399 ] كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل : يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال : هي فتنة حرب وهرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته، حتى إذا قيل : انقضت . تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين؛ فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من ينتضل إذ نادى منادي رسول الله [ ص: 400 ] صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول : أيها الناس، إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم، ألا وإن عافية هذه الأمة في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرفق بعضها بعضا، تجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي . ثم تنكشف، ثم تجيء فيقول : هذه هذه، ثم تنكشف . فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن خزيمة والحاكم عن العداء بن خالد قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قام قومة له كأنه مفزع ثم رجع فقال : أحذركم الدجالين الثلاث . فقال ابن مسعود : بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرتنا عن الدجال الأعور وعن أكذب الكذابين فمن الثالث؟ قال : رجل يخرج في قوم أولهم مثبور وآخرهم مثبور، عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة وهو الدجال الأليس، [ ص: 401 ] يأكل عباد الله قال محمد : وهو أبعد الناس من شيبة . قال الذهبي : الحديث منكر بمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه، عن جابر بن سمرة مرفوعا : لتفتحن لكم كنوز كسرى الأبيض أو الذي في الأبيض عصابة من المسلمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن أبي هريرة مرفوعا : تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي الحجة ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف . قال الحاكم : غريب المتن . وقال الذهبي : موضوع .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 402 ] وأخرج أحمد، وأبو يعلى والحاكم وصححه، عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له : الأشهب أو ابن الأشهب راعي الخيل علامة في القوم الظلمة . قال الذهبي : ما أبعده من الصحة وأنكره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن أرقم بن يعقوب قال : سمعت عبد الله يقول : كيف أنتم إذا أخرجتم من أرضكم هذه إلى جزيرة العرب ومنابت الشيح قلت : من يخرجنا قال : عدو الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة قال : كأني أراهم مشرفي آذان خيلهم رابطيها بحافتي الفرات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج نعيم بن حماد، والحاكم وصححه وتعقب عن حذيفة مرفوعا : لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع، قلت : يا رسول الله ما التمايز؟ قال : عصبية يظهرها الناس بعدي في الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 403 ] قلت : فما التمايل؟ قال : تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها، قلت : فما المعامع؟ قال : تسير الأحبار بعضها إلى بعض تختلف أعناقها في الحرب .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه والحاكم وصححه، وابن عساكر ، عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم هذا الدين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب قال : ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم، حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول عليه السلام في اثني عشر ألفا إن قلوا أو خمسة عشر ألفا إن كثروا، أمارتهم أو علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك فيقتلون ويهزمون، ثم يظهر [ ص: 404 ] الهاشمي فيرد الله إلى الناس ألفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن جبير بن نفير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتستصعبن الأرض بأهلها حتى لا يكون على ظهرها أهل بيت مدر ولا وبر وليبتلين آخر هذه الأمة بالرجف، فإن تابوا تاب الله عليهم، وإن عادوا عاد الله عليهم بالرجف فإن تابوا تاب الله عليهم، وإن عادوا عاد الله عليهم بالرجف والقذف والمسخ والصواعق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشركم بالمهدي، يبعثه الله في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ويرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض يقسم المال صحاحا، فقال له رجل : ما صحاحا قال : بالسوية بين الناس ويملأ قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناد ينادي يقول : من كانت له في مال حاجة فما يقوم من المسلمين إلا رجل [ ص: 405 ] واحد فيقول : أنا فيقول : ائت السادن يعني الخازن فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له : احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم؟ قال : فيرد فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو داود عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى . ولفظ أبي داود : المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والترمذي وحسنه، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا - شك أبو الحواري - قلنا : أي شيء قال : سنين ثم ترسل السماء عليهم [ ص: 406 ] مدرارا ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كدوسا يجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي أعطني أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ومسلم، عن أبي سعيد الخدري وجابر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي الحق بغير عدد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد وأبو داود عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجه، عن علي، قال : قال رسول الله [ ص: 407 ] صلى الله عليه وسلم : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود عن أبي إسحاق قال : قال علي ونظر إلى ابنه الحسن فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني أو من أهل بيتي وفي لفظ : لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 408 ] وأخرج أبو داود ، وابن ماجه والطبراني والحاكم عن أم سلمة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس سنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجه عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال : [ ص: 409 ] إنا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية