الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ العلو بالنسبة إلى الكتب الستة ] :

( و ) الثالث من الأقسام ، ولم يفصله شيخنا عن الذي قبله ، ولا يؤخذ من كلام ابن طاهر إلا ضمنا : ( علو نسبي ) ، لكن مقيد أيضا ( بنسبة للكتب الستة ) التي هي : الصحيحان والسنن الأربعة خاصة ، لا مطلق الكتب على ما هو الأغلب من استعمالهم ، ولذا لم يقيده ابن الصلاح بها ، ولكنه قيده بالصحيحين وغيرهما من الكتب المعروفة المعتمدة ، وهو الذي مشى عليه الجمال بن الظاهري وغيره من المتأخرين ; حيث استعملوه بالنسبة لـ ( مسند أحمد ) ولا مشاحة فيه .

( إذ ينزل متن من طريقها أخذ ) ; أي : نقل ، وذلك كأن يقع لنا حديث في ( فوائد [ ص: 344 ] الخلعي ) من طريق الحسن الزعفراني عن ابن عيينة ، فهذا بيننا وبين ابن عيينة فيه تسعة ، فهو أعلى مما لو رويناه من البخاري أو غيره ممن أخرجه من أصحاب الكتب الستة ; لأن منا إلى كل من البخاري أو من أشير إليه ثمانية ، وهو وشيخه الذي هو الواسطة بينه وبين ابن عيينة اثنان ، فصار بيننا وبين ابن عيينة عشرة .

على أنه قد يقع في هذا القسم ما يكون عاليا مطلقا أيضا ; كحديث ابن مسعود مرفوعا : ( يوم كلم الله موسى عليه السلام كان عليه جبة صوف ) ; فإنا لو روينا من جزء ابن عرفة عن خلف بن خليفة يكون أعلى مما نرويه من طريق الترمذي عن علي بن حجر عن خلف مع كونه علوا مطلقا ; إذ لا يقع هذا الحديث اليوم لأحد أعلى من روايتنا له من هذا الطريق .

وهذا القسم هو الذي تقع فيه الموافقات وسائر ما أسلفته في أصل الترجمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية