الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

1250 - عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من أوى إلى فراشه طاهرا ، وذكر الله حتى يدركه النعاس ، لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله فيها خيرا من خير الدنيا والآخرة ; إلا أعطاه إياه " . ذكره النووي في " كتاب الأذكار " برواية ابن السني .

التالي السابق


الفصل الثاني

1250 - ( عن أبي أمامة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : وفي نسخة : رسول الله ( صلى الله عليه وسلم يقول : " من أوى " ) : بالقصر ويمد ( " إلى فراشه " ) ، أي : أتاه . في النهاية : أوى وآوى بمعنى واحد ، يقال : أويت إلى المنزل وآويت إليه ، وأويت غيري ، وآويته . وأنكر بعضهم المقصور المتعدي ، وقال الأزهري : هي لغة فصيحة ، وقال النووي : إذا أوى إلى فراشه فمقصور ، وأما آوانا فممدود ، هذا هو الصحيح المشهور الفصيح ، وحكي القصر فيهما ، وحكي المد فيهما . ( " طاهرا " ) ، أي : من الأحداث والأخباث ، أو من الآثام والأوزار ، ( " وذكر الله " ) : بلسانه أو قلبه ، أي : نوع من الأذكار ( " حتى يدركه النعاس " ) ، أي : يغلبه ( " لم يتقلب " ) ، أي : لم يتردد ذلك الرجل على فراشه ( " ساعة " ) : بالنصب ، أي : في ساعة ( " من الليل " ) : ورويت بالرفع وبالتأنيث في لم يتقلب ، أي : لم تمض عليه ساعة من الليل ( " يسأل الله " ) : حال من فاعل يتقلب ( " فيها " ) ، أي : في تلك الساعة ( " خيرا " ) : الخير هنا ضد الشر ( " من خير الدنيا والآخرة " ) : المراد من الخير الثاني الجنس ، والتنوين في الأول للتنكير ( " إلا أعطاه إياه " ) : قال الطيبي : هو أيضا حال من ( يسأل ) ، وجاز ; لأن الكلام في سياق النفي يعني : لا يكون للسائل حال من الأحوال إلا كونه معطى إياه ، أي : ما طلب فلا يخيب . ( ذكره النووي ) : وفي نسخة العفيف بالألف ( في كتاب الأذكار برواية ابن السني ) ، أي : في عمل اليوم والليلة ، وقال المنذري : رواه الترمذي ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة وقال : حديث حسن ، ونقله ميرك .




الخدمات العلمية