الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5362 9 - حدثني موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن ناسا اجتووا في المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه -يعني الإبل- فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم. قال قتادة: فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "وأبوالها" وهمام هو ابن يحيى بن دينار.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الحدود، عن هدبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اجتووا في المدينة" كذا هو بإثبات في وهي ظرفية أي: حصل لهم الجوى بالجيم وهم في المدينة، ووقع في رواية أبي قلابة، عن أنس "اجتووا المدينة" بدون كلمة في أي: كرهوا الإقامة بها. قال الجوهري: اجتويت البلدة إذا كرهتها، والجوى المرض وداء الجوف إذا تطاول.

                                                                                                                                                                                  قوله: "براعيه يعني الإبل" كذا في الأصل، وفي رواية مسلم من هذا الوجه "أن يلحقوا براعي الإبل".

                                                                                                                                                                                  قوله: "حتى صلحت" بفتح اللام قال الجوهري: يقول صلح الشيء يصلح صلوحا، وحكى الفراء الضم، وفي رواية الكشميهني "حتى صحت".

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال قتادة" هو موصول بالإسناد المذكور.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن ذلك" إشارة إلى قوله: "وسمر أعينهم" ويعكر على قول قتادة، عن محمد بن سيرين رواية مسلم من طريق سليمان التيمي "وإنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم سملوا أعين الرعاء".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية