الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 74 ] الباب الثاني

                                                                                                                في معاني حروف يحتاج إليها الفقيه

                                                                                                                الواو لمطلق الجمع في الفعل دون الترتيب في الزمان .

                                                                                                                والفاء للتعقيب والترتيب نحو سها فسجد .

                                                                                                                ثم للتراخي .

                                                                                                                وحتى وإلى للغاية .

                                                                                                                وفي للظرفية والسببية نحو قوله صلى الله عليه وسلم : في النفس المؤمنة مائة من الإبل .

                                                                                                                واللام للتمليك نحو المال لزيد ، والاختصاص نحو هذا ابن لزيد ، والاستحقاق نحو هذا السرج للدابة ، والتعليل نحو هذه العقوبة للتأديب ، والتأكيد نحو إن زيدا لقائم ، والقسم نحو قوله تعالى : ( لنسفعن بالناصية ) .

                                                                                                                والباء للإلصاق نحو مررت بزيد ، والاستعانة نحو كتبت بالقلم ، والتعليل نحو سعدت بطاعة الله ، والتبعيض عند بعضهم ، وهو منكر عند أئمة اللغة .

                                                                                                                أو إما للتخيير نحو قوله تعالى : ( هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ) . أو للإباحة نحو أصحب العلماء أو الزهاد ، فله الجمع بينهما بخلاف الأول ، أو للشك نحو جاءني زيد ، أو عمرو ، أو للإبهام نحو جاءني زيد أو [ ص: 75 ] عمرو ، وكنت عالما بالآتي منهما ، وإنما أردت التلبيس على السامع بخلاف الشك ، أو للتنويع نحو العدد إما زوج أو فرد أي هو متنوع إلى هذين النوعين .

                                                                                                                وإن وكل ما تضمن معناها - للشرط نحو إن جاء زيد جاء عمرو ، ومن دخل داري فله درهم ، وما تصنع أصنع ، وأي شيء يفعل أفعل ، ومتى قدمت سعدت ، وأين تجلس أجلس .

                                                                                                                ولو مثل هذه الكلمات في الشرط نحو لو جاء زيد أكرمته ، وهي تدل على انتفاء الشيء لانتفاء غيره ، فمتى دخلت على ثبوتين ، فهما منفيان ، ومتى دخلت على نفيين ، فهما ثابتان ، ومتى دخلت على نفي ، وثبوت ، فالثابت منفي ، والمنفي ثابت .

                                                                                                                ولولا تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره لأجل أن لا يثبت النفي الكائن مع لو ، فصار ثبوتا ، وإلا فحكم لو لم ينتقض ، فقوله صلى الله عليه وسلم : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك . يدل على انتفاء الأمر لأجل وجود المشقة المترتبة على تقدير ورود الأمر .

                                                                                                                وبل لإبطال الحكم عن الأول ، وإثباته للثاني نحو جاء زيد بل عمرو .

                                                                                                                وعكسها لا نحو : جاء زيد لا عمرو .

                                                                                                                ولكن للاستدراك بعد النفي نحو ما جاء زيد لكن عمرو ، ولا بد أن يتقدمها نفي في المفردات ، أو يحصل تناقض بين المركبات . والعدد يذكر فيه المؤنث ، ويؤنث فيه المذكر ، ولذلك قلنا : إن المراد بقوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) . الأطهار دون الحيض لأن الطهر مذكر ، والحيضة مؤنثة ، وقد ورد النص بصيغة التأنيث ، فيكون المعدود مذكرا لا مؤنثا .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية