الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        هو الذي يصلي عليكم وملائكته [43]

                                                                                                                                                                                                                                        الأصل في الصلاة عند أهل اللغة الدعاء كما قال الأعشى:

                                                                                                                                                                                                                                        عليك مثل الذي صليت فاغتمضي يوما فإن لجنب المرء مضطجعا



                                                                                                                                                                                                                                        أي الزمي مثل الدعاء الذي دعوت لي به لأن قبله:

                                                                                                                                                                                                                                        تقول بنتي وقد قربت مرتحلا     يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا



                                                                                                                                                                                                                                        ويروى: عليك مثل الذي صليت، أي عليك مثل دعائك. وسميت الصلاة صلاة لما فيها من الدعاء ولهذا وغيره يقول فقهاء أهل المدينة يدعو في صلاته بما أراد، إلا أن محمد بن يزيد زعم أن أصل الصلاة: الترحم، وأخرجها كلها من باب واحد، والصلاة من الله رحمته عباده، ومن الملائكة رقة لهم واستدعاء الرحمة من الله جل وعز إياهم، والصلاة من الناس لطلب الرحمة من الله جل وعز بأداء الفرض أو النفل، إلا أن في الحديث أن بني إسرائيل سألوا صلى الله عليه وسلم أن يصلي ربك جل وعز فأعظم ذلك فأوحى جل وعز إليه أن صلاتي أي رحمتي سبقت [ ص: 319 ] غضبي. ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال الضحاك : "الظلمات" الكفر و"النور" الإيمان، ويجوز "الظلمات" تبدل من الضمة فتحة لخفة الفتحة إلا أن الكسائي كان يقول: ظلمات جمع ظلم، وظلم جمع ظلمة، ومن قال: ظلمات حذف الضمة لثقلها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية