الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر استيلاء عميد الدولة على الموصل .

لما بلغ السلطان أن شرف الدولة انهزم وحصر بآمد لم يشك في أسره فخلع على عميد الدولة بن جهير ، وسيره في جيش كثيف إلى الموصل ، وكاتب أمراء التركمان بطاعته ، وسير معه من الأمراء آقسنقر ، قسيم الدولة جد ملوكنا أصحاب الموصل ، وهو الذي أقطعه السلطان بعد ذلك حلب .

[ ص: 292 ] وكان الأمير أرتق قد قصد السلطان ، فعاد صحبة عميد الدولة من الطريق فسار عميد الدولة حتى وصل إلى الموصل ، فأرسل إلى أهلها يشير عليهم بطاعة السلطان وترك عصيانه ، ففتحوا له البلد وسلموه إليه ، وسار السلطان بنفسه وعساكره إلى بلاد شرف الدولة ليملكها ، فأتاه الخبر بخروج أخيه تكش بخراسان ، على ما نذكره .

ورأى شرف الدولة قد خلص من الحصر ، فأرسل مؤيد الملك بن نظام الملك إلى شرف الدولة ، وهو مقابل الرحبة ، فأعطاه العهود والمواثيق ، وأحضره عند السلطان ، وهو بالبوازيج ، فخلع عليه آخر رجب ، وكانت أمواله قد ذهبت ، فاقترض ما خدم به ، وحمل للسلطان خيلا رائقة ، من جملتها فرسه بشار وهو فرسه المشهور الذي نجا عليه من المعركة ، ومن آمد أيضا ، وكان سابقا لا يجارى ، فأمر السلطان بأن يسابق به الخيل ، فجاء سابقا ، فقام السلطان قائما لما تداخله من العجب .

وأرسل الخليفة النقيب طرادا الزينبي في لقاء شرف الدولة ، فلقيه بالموصل فزاد أمر الدولة قوة ، وصالحه السلطان ، وأقره على بلاده ، وعاد إلى خراسان لحرب أخيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية