الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5380 26 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني حميد بن نافع، عن زينب، عن أم سلمة رضي الله عنها أن امرأة توفي زوجها فاشتكت عينها فذكروها للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا له الكحل، وأنه يخاف على عينها فقال: لقد كانت إحداكن تمكث في بيتها في شر أحلاسها أو في أحلاسها في شر بيتها، فإذا مر كلب رمت بعرة، فلا، أربعة أشهر وعشرا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "وذكروا له الكحل" وليس فيه ذكر للإثمد كما ذكرنا الآن.

                                                                                                                                                                                  ويحيى هو القطان، وزينب هي بنت أم سلمة وأبوها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم زينب سمعت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وسمعت أمها أم سلمة.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الطلاق في باب الكحل للحادة فإنه أخرجه هناك عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن حميد، عن نافع، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أمها أن امرأة. الحديث.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فاشتكت عينها" بالرفع والنصب.

                                                                                                                                                                                  وقوله: "في شر أحلاسها" جمع حلس بالكسر وهو كساء للبعير يكون تحت البردعة، والمراد هنا من شر أحلاسها ما يبسط تحت الثياب، قاله الجوهري، وقال الداودي: هي الثياب التي تلبس، وكان في الجاهلية اعتداد المرأة هو أن تمكث في بيتها في شر ثيابها سنة، فإذا مر كلب بعد ذلك رمت ببعرة إليه، يعني أن مكثها هذه السنة أهون عندها من هذه البعرة ورميها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلا" أي: فلا تكتحل حتى تمضي أربعة أشهر وعشرا. وتكون "لا" هذه لنفي الجنس، نحو: لا غلام رجل، والاستفهام الإنكاري مقدر. فافهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية