الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5383 30 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن أم قيس قالت: دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة فقال: على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق، عليكن بهذا العود الهندي; فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يسعط من العذرة، ويلد من ذات الجنب، فسمعت الزهري يقول: بين لنا اثنين ولم يبين لنا خمسة، قلت لسفيان: فإن معمرا يقول: أعلقت عليه قال: لم يحفظ إنما قال أعلقت عنه، حفظته من في الزهري، ووصف سفيان الغلام يحنك بالإصبع: وأدخل سفيان في حنكه إنما يعني رفع حنكه بإصبعه، ولم يقل: أعلقوا عنه شيئا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "ويلد من ذات الجنب" وحديث أم قيس قد مر عن قريب في باب السعوط بالقسط الهندي ولكن هنا أتم منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أعلقت عليه" من الإعلاق بالعين المهملة، وهو معالجة عذرة الصبي ورفعها بالإصبع، والعذرة بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وبالراء وجع الحلق، وذلك الموضع أيضا يسمى عذرة يقال: أعلقت عنه أمه إذا فعلت ذلك به وغمزت ذلك المكان بإصبعها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تدغرن" بفتح الغين المعجمة من الدغر بالدال المهملة والغين المعجمة والراء، وهو رفع لهاة المعذور، وأصل الدغر الرفع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "العلاق" بكسر العين وفتحها، ويروى بهذا الإعلاق مصدر، ومعناه إزالة العلوق وهي الداهية والآفة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ويسعط من العذرة" يقال: سعطته وأسعطته فاستعط والاسم السعوط بالفتح وهو ما يجعل من الدواء في الأنف، ويسعط على بناء المجهول، وكذلك قوله: "ويلد".

                                                                                                                                                                                  قوله: "من ذات الجنب" قد مر تفسيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فسمعت الزهري" القائل سفيان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بين لنا" أي: بين رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين وهما اللدود والسعوط، ولم يبين الخمسة الباقية من السبعة. وقال التيمي: قال ابن المديني: قال سفيان: بين لنا الزهري اثنين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قلت لسفيان" القائل هو علي بن المديني.

                                                                                                                                                                                  قوله: "معمرا" بفتح الميمين ابن راشد يقول: أعلقت عليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال لم يحفظ" "أعلقت عليه" أي: قال سفيان لم يحفظ أعلقت عليه، بل أعلقت عنه "حفظته من في الزهري" أي: من فمه. وقال الخطابي: صوابه ما حفظه سفيان، وقد يجيء على بمعنى عن قال تعالى: إذا اكتالوا على الناس أي: عنهم. وقال ابن بطال: الصحيح أعلقت عنه، وقال النووي: أعلقت عنه وعليه لغتان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ووصف سفيان" غرضه من هذا الكلام التنبيه على أن الإعلاق هو رفع الحنك لا تعليق شيء منه على ما هو المتبادر إلى الذهن، ونعم التنبيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية