الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      دخول نائب السلطنة منجك إلى دمشق المحروسة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان ذلك في صبيحة يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة ، من ناحية حلب ، وبين يديه الأمراء والجيش على العادة ، وأوقدت الشموع وخرج الناس ، ومنهم من بات تلك الليلة على الأسطحة ، وكان يوما هائلا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي أواخر شهر رجب برز نائب السلطنة إلى الربوة ، وأحضر القضاة ، وولاة [ ص: 587 ] الأمور ، ورسم بإحضار المفتين - وكنت فيمن طلب يومئذ إلى الربوة فركبت إليها - وكان نائب السلطنة عزم يومئذ على تخريب المنازل المبنية بالربوة ، وغلق الحمام من أجل هذه ، فيما ذكر أنها بنيت ليقضى فيها ، وهذا الحمام أوساخه صائرة إلى النهر الذي يشرب منه الناس ، فاتفق الحال في آخر الأمر على إبقاء المساكن ، ورد المرتفقات المسلطة على ثورا وباناس ، ويترك ما هو مسلط على بردى ، فانكف الناس عن الذهاب إلى الربوة بالكلية ، ورسم يومئذ بتضييق أكمام النساء ، وأن تزال الأجراس والركب عن الحمير التي للمكارية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي أوائل شهر شعبان ركب نائب السلطنة يوم الجمعة بعد العصر ليقف على الحائط الرومي الذي بالرحبة ، فخاف أهل الأسواق ، وغلقوا دكاكينهم عن آخرهم ، واعتقدوا أن نائب السلطنة أمر بذلك ، فغضب من ذلك ، وتنصل منه ، ثم إنه أمر بهدم الحائط المذكور ، وأن ينقل إلى العمارة التي استجدها خارج باب النصر في دار الصناعة التي إلى جانب دار العدل ، أمر ببنائها خانا ، ونقلت تلك الأحجار إليها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية