الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
246 الأصل

[ 162 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن داود بن قيس الفراء، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال: " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقاع من نمرة أو النمرة" - شك الربيع - "ساجدا فرأيت بياض إبطيه".

التالي السابق


الشرح

عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي.

روى عن: أبيه عبد الله ولا يعرف له راو غيره.

وعن أبي بكر بن أبي شيبة أنه سماه عبد الله، وقال: الناس يقولون: عبيد الله.

وأبوه عبد الله بن أقرم أبو معبد الخزاعي مذكور في الصحابة.

قال أبو عيسى الترمذي: ولا يعرف له إلا هذا الحديث.

وقد أخرجه في جامعه عن أبي كريب عن أبي خالد الأحمر عن داود بن قيس، وأورده ابن ماجه وغيره من أصحاب المسانيد، [ ص: 352 ] ورواه عن داود: ابن وهب، وابن مهدي، وابن المبارك، وابن عيينة ووكيع، وابن أبي فديك، وعبد الرزاق، وروح، وأبو بكر الحنفي، وغيرهم؛ ورواه بعضهم عن داود وقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن أرقم بتقديم الراء، والصواب الأول، وابن أرقم رجل آخر من الصحابة.

والقاع: المستوي من الأرض، ونمرة: جبل قريب من عرفات، ونمرة: موضع بقديد أيضا.

وقوله: من نمرة أو النمرة الشك في هذا الاسم منسوب إلى الربيع، لكن رأيت في مسند عبد الرزاق وقد روى هذا الحديث عن داود بن قيس ذكر هذا الشك وذلك يوهم أن الشك من غير الربيع، ويدل على أنه غير مخصوص به إن كان منه شك، والذي أورده الترمذي وابن ماجه وغيرهما: نمرة بالنون، وعن يعقوب بن سفيان أن غير النون أصح والمقصود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتجافى في سجوده.

وفي الباب عن جابر، وابن عباس، وابن بحينة، وأحمر بن جزء والبراء بن عازب، وسهل بن سعد - رضي الله عنهم -، وتمام التجافي بأن يقل بطنه وصدره عن فخذيه ويجافي مرفقيه عن جنبيه وبين ركبتيه ورجليه، وعن رواية ميمونة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد لو أرادت بهمة أن تمر من تحته لمرت مما يجافي.

آخر الجزء ويتلوه فيما بعده:

أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم اللهم لك سجدت.

الحمد لله حق حمده




الخدمات العلمية