الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر إضراب عما توهما ببيان أن الداعي إلى حفظهم تمتيعنا إياهم بما قدر لهم من الأعمال ، أو عن الدلالة على بطلانه بيان ما أوهمهم ذلك هو أنه تعالى متعهم بالحياة الدنيا وأمهلهم حتى طالت أعمارهم فحسبوا أن لا يزالوا كذلك وأنه بسبب ما هم عليه ، [ ص: 70 ] ولذلك عقب بما يدل على أنه طمع فارغ ، وأمل كاذب . حيث قيل : أفلا يرون أي : ألا ينظرون فلا يرون أنا نأتي الأرض أي : أرض الكفرة ننقصها من أطرافها فكيف يتوهمون أنهم ناجون من بأسنا ؟ . وهو تمثيل وتصوير لما يخربه الله عز وجل من ديارهم على أيدي المسلمين ويضيفها إلى دار الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      أفهم الغالبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، والفاء لإنكار ترتيب الغالبية على ما ذكر من نقص أرض الكفرة بتسليط المسلمين عليها ، كأنه قيل : أبعد ظهور ما ذكر ورؤيتهم له يتوهم غلبتهم كما مر في قوله تعالى : أفمن كان على بينة من ربه وقوله تعالى : قل أفاتخذتم من دونه أولياء وفي التعريف تعريض بأن المسلمين هم المتعينون للغلبة المعروفون بها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية