الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 4983 ] لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق الضمير في "فيها "؛ يعود على الشعائر؛ على أساس أن البدن وغيرها من هدايا البيت هي الشعائر؛ على أساس ما يرمز إليه من تكريم البيت؛ والمعاونة في ضيافته؛ لكم فيها منافع بدرها؛ وعملها؛ وصوفها؛ ووبرها؛ ما دامت في حوزتكم؛ "إلى أجل مسمى "؛ وهو مدة بقائها في أيديكم؛ إلى أن يحين وقت نحرها في يوم النحر؛ وفي هذه الحال يكون نسلها لكم؛ وكل ما يكون لها من نفع؛ ثم محلها إلى البيت العتيق "ثم "؛ للترتيب والتراخي؛ والتراخي هنا التراخي الزمني؛ إن كان ثمة تراخ في الزمن؛ وهو زمن السير في ميقات الحج إلى محلها العتيق؛ والتراخي المعنوي؛ وهو أنها تنتقل من دابة لمنافع دنيوية إلى مرتبة دينية؛ تشعر؛ وتكون من شعائر الرحمن؛ وتحبس للفقراء في البيت؛ و "ثم "؛ مع دلالتها على التراخي؛ تدل على انتهاء الأجل المسمى؛ والغاية التي تنتهي إليها هذه الشعيرة؛ وهي المكان الذي تذبح فيه؛ ثم محلها إلى البيت العتيق أي: محل ذبحها ينتهي إلى البيت العتيق؛ وهو أقدم بيت؛ وأكرمه؛ وهو المعتق المعصوم من تحكم الملوك وسيطرتهم؛ فلم يسيطر عليه ملك قط؛ وما كان من هدم الحجاج الطاغية له؛ مع أنه كان طغيان من لا يهتم لمناسك الله؛ لم يكن تسلطا من سلطان ملك؛ وقد بناه من بعد عبد الملك بن مروان ؛ الذي كان الحجاج يعمل له.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية