الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : الذين يخشون ربهم أي : عذابه مجرور المحل على أنه صفة مادحة للمتقين ، أو بدل ، أو بيان ، أو منصوب ، أو مرفوع على المدح .

                                                                                                                                                                                                                                      بالغيب حال من المفعول ، أي : يخشون عذابه تعالى وهو غائب عنهم غير مشاهد لهم ، ففيه تعريض بالكفرة حيث لا يتأثرون بالإنذار ما لم يشاهدوا ما أنذروه . وقيل : من الفاعل .

                                                                                                                                                                                                                                      وهم من الساعة مشفقون أي : خائفون منها بطريق الاعتناء ، وتقديم الجار لمراعاة الفواصل ، وتخصيص إشفاقهم منها بالذكر بعد وصفهم بالخشية على الإطلاق للإيذان بكونها معظم المخوفات وللتنصيص على اتصافهم بضد ما اتصف به المستعجلون ، وإيثار الجملة الاسمية للدلالة على ثبات الإشفاق ودوامه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية