الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سبب خروج بيدمر من القلعة وصفة ذلك

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما كان يوم الأحد الثامن والعشرين منه أرسل قضاة القضاة ، ومعهم الشيخ شرف الدين ابن قاضي الجبل الحنبلي ، والشيخ سراج الدين الهندي الحنفي قاضي العسكر المصري للحنفية - إلى بيدمر ومن معه ليتكلموا معهم في الصلح لينزلوا على ما يشترطون قبل أن يشرعوا في الحصار بالرجال والمجانيق التي قد استدعي بها من صفد وبعلبك ، وأحضر من رجال النقاعين نحو من ستة آلاف رام ، فلما اجتمع به القضاة ومن معهم وأخبروه عن السلطان ، وأعيان الأمراء بأنهم قد كتبوا له أمانا إن أناب إلى المصالحة ، فطلب أن يكون بأهله ببيت المقدس ، وطلب أن يعطى منجك كذا بناحية بلاد سيس ليسترزق هنالك ، وطلب أسندمر أن يكون [ ص: 640 ] بشمقدار للأمير سيف الدين يلبغا الخاصكي ، فرجع القضاة إلى السلطان ، ومعهم الأمير زين الدين جبريل الحاجب - كان - فأخبروا السلطان والأمراء بذلك ، فأجيبوا إلى ما طلبوا ، وخلع السلطان والأمراء على جبريل خلعا ، فرجع في خدمة القضاة ، ومعهم الأمير أسنبغا بن الأبو بكري ، فدخلوا القلعة ، وباتوا هنالك كلهم ، وانتقل الأمير بيدمر بأهله وأثاثه إلى داره بالمطرزين ، فلما أصبح يوم الاثنين التاسع والعشرين منه خرج الأمراء الثلاثة من القلعة ومعهم جبريل ، فدخل القضاة ، وسلموا القلعة بما فيها من الحواصل إلى الأمير سيف الدين أسنبغا بن الأبوبكري .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية