الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( السابعة ) يستحب ختم القرآن العظيم في كل أسبوع نصا { لقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما اقرأ القرآن في كل أسبوع ولا تزيدن على ذلك } رواه أبو داود . وإن قرأه في ثلاثة أيام فحسن لما روي عن عبد الله بن عمرو قال { قلت يا رسول الله إن لي قوة ، قال اقرأه في [ ص: 403 ] ثلاث } رواه أبو داود أيضا . ولا بأس بالختم فيما دونها أحيانا ، وفي الأوقات الفاضلة كرمضان خصوصا في الليالي التي تطلب فيها ليلة القدر كأوتار العشر الأخير ، وفي الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها ، فيستحب الإكثار فيها من قراءة القرآن اغتناما للزمان والمكان .

قال في الآداب : وتجوز قراءته كله في ليلة واحدة . وعنه تكره المداومة على ذلك . قال وعنه أن ذلك غير مقدر بل هو على حسب حاله من النشاط والقوة ; لأنه روي عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يختمه في ليلة ، وروي ذلك عن جماعة من السلف . ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر نصا ، وحرم إن خاف نسيانه . ويكون الختم في الشتاء أول الليل ، وفي الصيف أول النهار ، قال ذلك ابن المبارك ، وذكره أبو داود للإمام أحمد ، فكأنه أعجبه .

وروى طلحة بن مصرف قال : أدركت أهل الخير من صدر هذه الأمة يستحبون الختم أول الليل وأول النهار ، يقولون إذا ختم في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي ، وإذا ختم أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح . ورواه الدارمي عن سعد بن أبي وقاص بإسناد حسن . ويجمع أهله وولده عند الختم ندبا رجاء عود البركة عليهم أجمعين وقد نص على ذلك الإمام رضي الله عنه .

قال : كان أنس رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ، فإذا ختم شرع في أخرى لحديث أنس { خير الأعمال الحل والراحلة ، قيل وما هما ؟ قال افتتاح القرآن وختمه } ويدعو ولا يكرر سورة الصمد ولا يقرأ الفاتحة وخمسا من البقرة عقب الختم نصا . قال في الشرح الكبير ولعله لم يثبت عنده أثر صحيح . وقيل يجوز بعد الدعاء وقيل يستحب ، ذكره في الآداب الكبرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية