الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5478 33 - حدثني يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد; يحذر ما صنعوا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " يطرح خميصة له".

                                                                                                                                                                                  ويحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري. وعقيل، بضم العين، ابن خالد. وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عن عبيد الله.." إلى آخره، ووقع في بعض النسخ: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عائشة وابن عباس، قال الجياني: وقع هذا في رواية أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد الجرجاني، وقال: هذا وهم، والصواب بدون لفظ: أبيه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى عن عائشة وحدها بطريق آخر في الجنائز في باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لما نزل" على صيغة المجهول، والمراد نزول الموت.

                                                                                                                                                                                  قوله: " طفق" بكسر الفاء؛ أي: جعل الخميصة على وجهه من الحمى، فإذا اغتم، أي: احتبس نفسه؛ كشفها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهو كذلك" الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يحذر" جملة حالية; لأنه بالتدريج يصير مثل عبادة الأصنام.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية