الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1538 1539 1540 1541 ص: وقد روى أبو حميد الساعدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ما حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: ثنا محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهم أبو قتادة ، - رضي الله عنه -، قال: "قال أبو حميد: : أنا أعلمكم بصلاة رسول - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة، ولا أقدمنا له صحبة؟! فقال: بلى، قالوا: فأعرض، فذكر أنه كان في الجلسة الأولى يثني رجله اليسرى ويقعد عليها، حتى إذا كانت السجدة التي تكون في آخرها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر، قال: فقالوا جميعا: قد صدقت".

                                                حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي عبد الله بن وهب، قال: حدثني الليث بن سعد ، عن يزيد بن محمد القرشي ، ويزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ، عن محمد بن عمرو بن عطاء . ( قال: وأخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب وعبد الكريم بن الحارث ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي حميد ، عن رسول الله - عليه السلام - نحوه، غير أنه لم يقل: "فقالوا جميعا: صدقت".

                                                حدثنا أبو الحسين الأصبهاني قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا خالد بن مخلد، قال: ثنا عبد السلام بن حفص ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ... فذكر بإسناده مثله.

                                                فهذا يوافق ما ذهب إليه أهل هذه المقالة.

                                                [ ص: 430 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 430 ] ش: ذكر حديث أبي حميد الساعدي هذا في معرض الاحتجاج لأهل المقالة الثانية; لأنه يوافق ما ذهبوا إليه، وهو ظاهر.

                                                وأخرجه من ثلاث طرق:

                                                الأول: قد ذكره بعينه في باب "رفع اليدين في افتتاح الصلاة" وفي باب "التكبير للركوع" أيضا، والكل حديث واحد، ولكنه قطعه على حسب التبويب.

                                                وقد ذكرنا أن الحديث أخرجه البخاري والأربعة مختصرا ومطولا، وذكرنا أيضا ما فيه من المعاني وغيرها.

                                                الثاني: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي المصري الملقب ببحشل ابن أخي عبد الله بن وهب شيخ مسلم أيضا، عن عمه عبد الله بن وهب المصري ، عن الليث بن سعد المصري ، عن يزيد بن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي; وثقه ابن حبان، وروى له البخاري مقرونا بيزيد بن أبي حبيب، وكذا روى له الطحاوي ها هنا مقرونا بيزيد هذا، فإن الليث بن سعد يروي هذا الحديث، عن يزيد بن محمد ويزيد بن أبي حبيب كلاهما يرويان، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني روى له الشيخان وأبو داود والنسائي .

                                                ومحمد بن عمرو هذا يروي عن محمد بن عمرو بن عطاء بن عياش المدني، روى له الجماعة، عن أبي حميد الساعدي الأنصاري المدني صاحب رسول الله - عليه السلام -، قيل: اسمه عبد الرحمن، وقيل: المنذر بن سعد، وقيل غير ذلك، وقد ذكرناه.

                                                وأخرجه البخاري : ثنا يحيى بن بكير، قال: ثنا الليث ، عن خالد ، عن سعيد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء .

                                                وحدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء: "أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب [ ص: 431 ] رسول الله - عليه السلام - فذكرنا صلاة النبي - عليه السلام -، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - عليه السلام -: رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضها، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته".

                                                قوله: "قال: وأخبرني ابن لهيعة ... إلى آخره" أي قال عبد الله بن وهب المصري: وأخبرني أيضا عبد الله بن لهيعة المصري، فيه مقال.

                                                عن يزيد بن أبي حبيب سويد الأزدي المصري المذكور آنفا، وعن عبد الكريم بن الحارث بن زيد المصري، روى له مسلم والنسائي، كلاهما عن محمد بن عمرو بن عطاء ... إلى آخره.

                                                وأشار بذلك إلى أن عبد الله بن وهب روى هذا الحديث من طريقين:

                                                أحدهما: عن الليث بن سعد ... إلى آخره.

                                                والآخر: عن عبد الله بن لهيعة ... إلى آخره.

                                                الثالث: عن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن مخلد الأصبهاني ، عن عثمان بن أبي شيبة محمد بن إبراهيم العبسي الكوفي أخي أبي بكر بن أبي شيبة شيخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه ، عن خالد بن مخلد القطواني الكوفي شيخ البخاري أيضا، عن عبد السلام بن حفص المدني; قال أبو حاتم: ليس بمعروف. روى له أبو داود .

                                                عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي نسبة إلى الديل -بكسر الدال- في كنانة هكذا ضبطه أهل العربية، وينسبون إليه على لفظه، وكذا ضبطه في "مطالع الأنوار" وقال: محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي، ووقع في رواية [ ص: 432 ] الطحاوي: الدؤلي -بضم الهمزة- وهو نسبة إلى دؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .




                                                الخدمات العلمية