الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1503 حدثنا داود بن أمية حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية وكان اسمها برة فحول اسمها فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها فقال لم تزالي في مصلاك هذا قالت نعم قال قد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( فحول اسمها ) : فسماها جويرية ( لو وزنت ) : بصيغة المؤنث المجهول ( لوزنتهن ) : أي لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت عليهن في الأجر والثواب ، يقال وازنه فوزنه إذا غلب عليه وزاد في الوزن ( سبحان الله وبحمده ) : أي بحمده أحمده ( عدد خلقه ) : منصوب على نزع الخافض أي بعدد كل واحد من مخلوقاته . وقال السيوطي نصب على الظرف أي قدر عدد خلقه ( ورضاء نفسه ) : أي أقول له التسبيح والتحميد بقدر ما يرضيه خالصا مخلصا له ، فالمراد بالنفس ذاته ، والمعنى ابتغاء وجهه ( وزنة عرشه ) : أي أسبحه وأحمده بثقل عرشه أو بمقدار عرشه ( ومداد كلماته ) : المداد مصدر مثل المدد وهو الزيادة والكثرة أي بمقدار ما يساويها في الكثرة بمعيار أو كيل أو وزن أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل ، وكلماته تعالى هو كلامه وصفته لا تعد ولا تنحصر ، فإذا المراد المجاز مبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العدد الكثير من عدد الخلق ثم ارتقى إلى ما هو [ ص: 272 ] أعظم منه أي ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي وأخرج منه مسلم تحويل الاسم فقط وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن عباس عن جويرية بنت الحارث بتمامه رضي الله عنهم .




                                                                      الخدمات العلمية