الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .

                                                                                                                                                                                                                                            والمراد منه أخرجوا لوطا وأتباعه ؛ لأنه تعالى في غير هذه السورة قال : ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) [ النمل : 56 ] ولأن الظاهر أنهم إنما سعوا في إخراج من نهاهم عن العمل الذي يشتهونه ويريدونه ، وذلك الناهي ليس إلا لوطا وقومه . وفي قوله : ( يتطهرون ) وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن ذلك العمل تصرف في موضع النجاسة ، فمن تركه فقد تطهر .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن البعد عن الإثم يسمى طهارة ، فقوله : ( يتطهرون ) أي يتباعدون عن المعاصي والآثام .

                                                                                                                                                                                                                                            الثالث : أنهم إنما قالوا : ( أناس يتطهرون ) على سبيل السخرية بهم وتطهرهم من الفواحش ، كما يقول الشيطان من الفسقة لبعض الصلحاء إذا وعظهم : أبعدوا عنا هذا المتقشف وأريحونا من هذا المتزهد .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية