الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وحد حرمها : ما بين ثور إلى عير ) لحديث علي مرفوعا { حرم المدينة ما بين ثور إلى عير } متفق عليه .

                                                                                                                      ( وهو ما بين لابتيها ) لقول أبي هريرة قال الرسول صلى الله عليه وسلم { ما بين لابتيها حرام } متفق عليه واللابة الحرة وهي أرض تركبها حجارة سود فلا تعارض بين الحديثين قال في فتح الباري : رواية " ما بين لابتيها " أرجح لنا لتوارد الرواة عليها ورواية " جبليها " لا تنافيها فيكون عند كل جبل لابة أو لابتيها من جهة الجنوب والشمال وجبليها من جهة المشرق والمغرب وعاكسه في المطلع .

                                                                                                                      ( وقدره بريد في بريد نصا ) قال أحمد ما بين لابتيها حرام بريد في بريد كذا فسره مالك بن أنس ( وهما ) أي : ثور وعير ( جبلان بالمدينة فثور ) أنكره جماعة من العلماء واعتقدوا أنه خطأ من بعض رواة الحديث لعدم معرفتهم إياه .

                                                                                                                      وليس كذلك بل هو ( جبل صغير ) لونه يضرب ( إلى الحمرة بتدوير ) ليس بمستطيل ( خلف أحد من جهة الشمال ) قال في فتح الباري نقلا عن شيخه أبي بكر بن حسين المراغي : أن خلف أهل المدينة ينقلون عن سلفهم أن خلف أحد من جهة الشمال جبلا صغيرا إلى الحمرة بتدوير يسمى ثورا قال وقد تحققته بالمشاهدة ( وعير ) جبل ( مشهور بها ) أي : بالمدينة قال في المطلع : وقد أنكره بعضهم { وجعل النبي صلى الله عليه وسلم حول المدينة اثني عشر ميلا حمى } رواه مسلم عن أبي هريرة .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية