الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 337 ] سورة النمل تقدم اختلافهم في إمالة الطاء من بابها ، وفي السكت على الحرفين من بابه .

                                                          ( واختلفوا ) في : بشهاب فقرأ الكوفيون ويعقوب بالتنوين ، وقرأ الباقون بغير الرسم ، وتقدم يحطمنكم لرويس في آل عمران .

                                                          ( واختلفوا ) في : أو ليأتيني فقرأ ابن كثير بنونين ، الأولى مشددة ، والثانية مكسورة مخففة ، وكذلك في مصاحف أهل مكة ، وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشددة ، وكذلك هو في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : فمكث فقرأ عاصم ، وروح بفتح الكاف ، وقرأ الباقون بضمها .

                                                          ( واختلفوا ) في : من سبأ هنا و لسبأ في سورة سبأ فقرأ أبو عمرو والبزي ، بفتح الهمز من غير تنوين فيهما ، وروى قنبل بإسكان الهمزة منهما ، وقرأ الباقون في الحرفين بالخفض والتنوين .

                                                          ( واختلفوا ) في : ألا يسجدوا فقرأ أبو جعفر والكسائي ، ورويس بتخفيف اللام ووقفوا في الابتداء ( ألا يا ) وابتدءوا اسجدوا بهمزة مضمومة على الأمر ، على معنى : ألا يا هؤلاء ، أو يا أيها الناس اسجدوا ، فحذفت همزة الوصل بعد " يا " وقبل السين من الخط على مراد الوصل دون الفصل . قال الحافظ أبو العلاء أبو عمرو الداني في كتابه الوقف والابتداء : كما حذفوها من قوله ( يبنؤم ) في طه على مراد ذلك .

                                                          ( قلت ) : أما ياابن أم ، فقد قدمت في باب وقف حمزة أني رأيته في المصاحف الشامية من الجامع الأموي ورأيته في المصحف الذي يذكر أنه الإمام من الفاضلية بالديار المصرية ، وفي المصحف المدني بإثبات إحدى الألفين ، ولعل الداني رآه في بعض المصاحف محذوف الألفين فنقله ، وكذلك قرأ الباقون بتشديد اللام و يسجدوا عندهم كلمة واحدة مثل ألا تعولوا فلا يجوز القطع على شيء منهما .

                                                          ( واختلفوا ) في : يخفون و يعلنون فقرأ الكسائي وحفص بالخطاب فيهما ، وقرأهما الباقون بالغيب ، وتقدم فألقه في باب [ ص: 338 ] هاء الكناية ، وتقدم إدغام أتمدونني ليعقوب وحمزة في باب الإدغام الكبير ، وكذا حكم يائه في الزوائد ، وسيأتي آخر السورة أيضا ، وتقدم آتان ، و آتيك ، و كافرين في باب الإمالة ، وتقدم رآه مستقرا و رأته حسبته للأصبهاني في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : ساقيها ، و بالسوق في ص و على سوقه في الفتح ، فروى قنبل همز الألف والواو فيهن ، فقيل : إن ذلك على لغة من همز الألف والواو ، وهي لغة أبي حية النميري حيث أنشد :

                                                          أحب المؤقدين إلي مؤسى

                                                          ، وقال أبو حيان : بل همزها لغة فيها .

                                                          ( قلت ) : وهذا هو الصحيح - والله أعلم - .

                                                          وزاد أبو القاسم الشاطبي رحمه الله عن قنبل واوا بعد همزة مضمومة في حرفي ص والفتح ، فقيل : إنما هو مما انفرد به الشاطبي فيهما ، وليس كذلك ، بل نص الهذلي على أن ذلك فيهما طريق بكار عن ابن مجاهد وأبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ ، وهي قراءة ابن محيصن من رواية نصر بن علي عنه ، وقد أجمع الرواة عن بكار عن ابن مجاهد على ذلك في بالسوق والأعناق فقط ، ولم يحك الحافظ أبو العلاء في ذلك خلافا عن ابن مجاهد ، وقد رواه ابن مجاهد نصا عن أبي عمرو قال : سمعت ابن كثير يقرأ ( بالسؤوق والأعناق ) بواو بعد الهمزة ، ثم قال ابن مجاهد : ورواية أبي عمرو هذه عن ابن كثير هي الصواب لأن الواو انضمت فهمزت لانضمامها ، وقرأ الباقون الأحرف الثلاثة بغير همز .

                                                          ( واختلفوا ) في : لنبيتنه وأهله ، ثم لنقولن فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالتاء على الخطاب في الفعلين وضم التاء الثانية من الأول وضم اللام الثانية من الثاني ، قرأهما الباقون بالنون وفتح التاء واللام ، وتقدم مهلك أهله في الكهف .

                                                          ( واختلفوا ) في : أنا دمرناهم ، و أن الناس فقرأ الكوفيون ويعقوب بفتح الهمزة فيهما ، وقرأ الباقون بكسرها منهما ، وتقدم قدرناها لأبي بكر في الحج ، وتقدم آلله خير الهمزتين من كلمة .

                                                          ( واختلفوا ) في : أم ما يشركون فقرأ البصريان ، وعاصم بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب ، وتقدم ذكر ذات بهجة في الوقف على الرسم .

                                                          ( واختلفوا ) في : قليلا ما تذكرون فقرأ أبو عمرو وهشام وروح [ ص: 339 ] بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب ، وهم على أصولهم في الذال كما تقدم في الأنعام ، وتقدم الريح في البقرة ، وتقدم بشرا في الأعراف .

                                                          ( واختلفوا ) في : بل ادارك فقرأ ابن كثير ، والبصريان ، وأبو جعفر بقطع الهمزة مفتوحة ، وإسكان الدال من غير ألف بعدها ، وقرأ الباقون بوصل الهمزة وتشديد الدال مفتوحة وألف بعدها ، وتقدم الاختلاف في أئذا كنا ترابا ، و أئنا لمخرجون في باب الهمزتين من كلمة ، وتقدم في ضيق لابن كثير في النحل .

                                                          ( واختلفوا ) في : ولا تسمع الصم فقرأ ابن كثير هنا ، وفي الروم بالياء وفتحها وفتح الميم ، ( الصم ) بالرفع ، وقرأ الباقون في الموضعين بالتاء وضمها وكسر الميم ، ونصب الصم .

                                                          ( واختلفوا ) في : بهاد العمي هنا ، وفي الروم فقرأهما حمزة تهدي بالتاء وفتحها ، وإسكان الهاء من غير ألف ، العمي بالنصب ، وقرأهما الباقون بالباء وكسرها وبفتح الهاء وألف بعدها ( العمي ) بالخفض في الحرفين ، وتقدم ذكر الوقف عليه في باب الوقف على المرسوم .

                                                          ( واختلفوا ) في : وكل أتوه فقرأ حمزة وخلف وحفص بفتح التاء وقصر الهمزة ، وقرأ الباقون بمد الهمزة وضم التاء .

                                                          ( واختلفوا ) في : بما يفعلون فقرأ ابن كثير ، والبصريان بالغيب ، واختلف عن هشام وابن ذكوان وأبي بكر ، فأما هشام ، فروى ابن عبدان عن الحلواني عن هشام كذلك بالغيب ، وهي رواية أحمد بن سليمان والحسن والعباس ، وكلاهما عن الحلواني عنه ، وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال ، وهي رواية البكراوي كلهم عن هشام ، وبذلك قرأ الحافظ أبو عمرو على شيخه أبي الفتح فارس وأبي الحسن طاهر ، وبه قرأ أبو طاهر بن سوار على شيخه أبي الوليد ، وروى النقاش وابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب ، وهي قراءة الداني على شيخه الفارسي ، ورواه له أيضا الحلواني ، وكذا رواه النقاش عن أصحابه ، وكذا روى الداجوني عن أصحابه عن هشام ، وهي رواية ابن عباد عن هشام ، وأما ابن ذكوان ، فروى الصوري عنه بالغيب ، وكذلك أبو علي العطار عن النهرواني عن النقاش [ ص: 340 ] عن الأخفش ، وكذا روى أبو عبد الرزاق عن الأخفش ، وكذلك رواه هبة الله عن الأخفش ، وكذا روى سلامة بن هارون عن الأخفش عنه ، وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه ، وكذا التغلبي عنه ، وروى سائر الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان جميعا بالخطاب ، وهو الذي لم يذكر سبط الخياط سواه ، وكذا روى الوليدان - الوليد بن معلم . والوليد بن حسان - ، وابن بكار عن ابن عمار ، وأما أبو بكر ، فروى العليمي بالغيب . وهي رواية حسين الجعفي والبرجمي وعبيد بن نعيم والأعشى من غير طريق التيمي ، كلهم عن أبي بكر ، وروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب ، وهي رواية إسحاق الأزرق وابن أبي حماد ويحيى الجعفي والكسائي ، وهارون بن أبي حاتم كلهم عن أبي بكر ، وكذلك روى التيمي عن الأعشى ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : وهم من فزع يومئذ فقرأ الكوفيون بتنوين " فزع " ، وقرأ الباقون بغير تنوين ، وقرأ المدنيان ، والكوفيون بفتح ميم يومئذ ، وقرأ الباقون بكسرها ، وتقدم عما يعملون في الأنعام .

                                                          ( وفيها من ياءات الإضافة خمس ياءات ) إني آنست نارا فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو أوزعني أن فتحها البزي والأزرق عن ورش ، ما لي لا أرى فتحها ابن كثير وعاصم والكسائي ، واختلف عن ابن وردان وهشام ، إني ألقي ، ليبلوني أأشكر فتحهما المدنيان .

                                                          ( ومن الزوائد ثلاث ) أتمدونني بمال أثبتها وصلا المدنيان ، وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب وحمزة ، ، إلا أنهما يدغمان النون كما تقدم ، آتان الله أثبتها مفتوحة وصلا المدنيان ، وأبو عمرو وحفص ورويس ، ووقف عليها بالياء يعقوب ، واختلف عن أبي عمرو وقالون وقنبل وحفص ، حتى تشهدون أثبتها في الحالين يعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية