الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقد ذكر الله (تعالى) في هذه صفات للمؤمنين؛ بها تتنزه نفوسهم وجوارحهم؛ أولى هذه الصفات الخشوع في الصلاة؛ وقد قال (تعالى) في هذه الصفة: الذين هم في صلاتهم خاشعون ؛ " الخشوع " : الضراعة وخضوع القلب؛ ومن [ ص: 5045 ] مظهر الخشوع في الصلاة ألا يلتفت المصلي يمينا؛ أو شمالا؛ بأن يكون كل اتجاهه إلى الله (تعالى) قلبا ونفسا وإحساسا وجوارح؛ والخشوع في ذاته محله القلب؛ والجوارح مظهره؛ وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة؛ فقال: " لو خشع قلب هذا الرجل لخشعت جوارحه " . وإن الخشوع يتضمن أن يكون المصلي قد عمر قلبه بذكر الله (تعالى)؛ وإذا عمر قلبه استحضر الله في كل أركان الصلاة؛ وأحس بأنه في حضرة الله (تعالى)؛ فلا يحس بسواه.

                                                          وابتدأ بهذا الوصف؛ لأنه الطهارة النفسية والقلبية التي هي الأصل في تربية المؤمن.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية