الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1401 حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن لم ينتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن فإن الله جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة ومن جاء بهن قد انتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( خمس صلوات ) مبتدأ للتخصيص بالإضافة خبره جملة افترضهن ، وجملة من جاء بهن إلخ استئناف لبيان ما ترتب على افترضهن ويحتمل أن يكون جملة افترضهن صفة وما بعد خبر وقد استدل عبادة بن الصامت بالعدد على عدم وجوب الوتر كما جاء عنه لكن دلالة المفهوم للعدد [ ص: 427 ] ضعيفة عندهم إلا أن يقال قد قويت هاهنا لما لحقها من القرائن المقتضية لاعتبارها هاهنا ذلك لأنه لو كان فرض سادس في جملة الصلوات كل يوم لبين لهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيانا وافيا بحيث ما خفي على أحد لعموم الابتلاء فضلا عن أن يخفى على نحو عبادة فكيف وقد بين لهم ما يوهم خلافه فظهر بهذا أن المفهوم هنا معتبر وقد يقال لعله استدل على ذلك بقوله من جاء بهن إلخ حيث رتب دخول الجنة على أداء الخمس ولو كان هناك صلاة غير الخمس فرضا لما رتب هذا الجزاء على أداء الخمس وفيه أنه كيف يحصل دخول الجنة بالصلاة فقط مع وجود سائر الفرائض فإن جوز ذلك فليجوز مثله مع وجود الفرض السادس في جملة الصلوات قوله : (استخفافا بحقهن ) احترازا عما إذا انتقص سهوا أو نسيانا (جاعل يوم القيامة عهدا ) أي مظهر له يوم القيامة هذا العهد وإلا فالجعل قد تحقق والعهد هو الوعد المؤكد (أن يدخله ) أي بأن يدخله من الإدخال والمراد الإدخال أولا وإلا فمطلق الإدخال يكفي فيه الإيمان وهذا يقتضي أن المحافظ على الصلوات يوفق للصالحات بحيث يدخله الجنة ابتداء ( استخفافا بحقهن ) أي لقلة الاهتمام والاعتناء بها والحديث يدل على أن تارك الصلاة مؤمن (عذبه ) أي عد ذنوبه .




                                                                              الخدمات العلمية