الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء [ 272 ]

                                                                                                                                                                                                                                        تكلم جماعة في معنى يهدي ويضل ، فمن أجل ما روي في ذلك : ما رواه [ ص: 340 ] سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الأعلى القرشي ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عمر أنه قال في خطبته : " من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له " ، وكان الجاثليق حاضرا فأومأ بالإنكار ، فقال عمر : ما يقول ؟ فقالوا : يقول : إن الله لا يهدي ، ولا يضل . فقال له عمر : كذبت يا عدو الله ، بل الذي خلقك ، وهو يضلك ويدخلك النار - إن شاء الله - . إن الله خلق أهل الجنة وما هم عاملون ، وخلق أهل النار وما هم عاملون ، فقال : " هؤلاء لهذه ، وهؤلاء لهذه " . فما برح الناس يختلفون في القدر . قال أبو عبيد : قال الله تعالى : والله خلقكم وما تعملون

                                                                                                                                                                                                                                        وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم " ما " الأولى في موضع نصب بتنفقوا ، والثانية لا موضع لها لأنها حرف ، والثالثة كالأولى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية