الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              133 [ ص: 674 ] 52 - باب: ذكر العلم والفتيا في المسجد

                                                                                                                                                                                                                              133 - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثنا نافع - مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب - عن عبد الله بن عمر، أن رجلا قام في المسجد فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أن نهل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن". وقال ابن عمر: ويزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويهل أهل اليمن من يلملم". وكان ابن عمر يقول: لم أفقه هذه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [1522، 1525، 1527، 1528، 7344 - مسلم: 1182 - فتح: 1 \ 230]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثني قتيبة بن سعيد ثنا الليث، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رجلا قام في المسجد فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أن نهل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن ". وقال ابن عمر : ويزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويهل أهل اليمن من يلملم ". وكان ابن عمر يقول: لم أفقه هذه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              الكلام عليه من أوجه:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه في الحج أيضا وقال: لم أسمع هذه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. بدل: (أفقه)، وأخرجها مع مسلم أبو داود، والنسائي من حديث ابن عباس مرفوعا كما سيأتي هناك، وفي مسلم من حديث [ ص: 675 ] جابر غير مجزوم برفعه: " ومهل أهل العراق ذات عرق ".

                                                                                                                                                                                                                              وفي أبي داود والترمذي من حديث ابن عباس أنه - صلى الله عليه وسلم - وقت لأهل المشرف العقيق . وسيأتي في البخاري أن تحديد ذات عرق من اجتهاد عمر .

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها:

                                                                                                                                                                                                                              سيأتي الكلام على هذه المواضع في الحج فإنه أليق به.

                                                                                                                                                                                                                              و (قرن): بسكون الراء، وغلط الجوهري في فتحها وفي نسبة أويس القرني إليها، وإنما هو منسوب إلى قبيلة.

                                                                                                                                                                                                                              وأصل القرن: الجبل الصغير المستطيل المنقطع عن الجبل الكبير.

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها:

                                                                                                                                                                                                                              هذه المواقيت الأربعة المذكورة في حديث ابن عباس، وابن عمر ثابتة بالنص والإجماع، واختلف في ذات عرق لأهل العراق، والجمهور على أنه من اجتهاد عمر، ولأصحابنا اضطراب في تصحيحه كما أوضحته في كتب الفروع، وسنقف عليه إن شاء الله في موضعه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية