الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجنائز باب تلقين الموتى لا إله إلا الله

                                                                                                                916 وحدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن بشر قال أبو كامل حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال جميعا بهذا الإسناد [ ص: 518 ] [ ص: 519 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 518 ] [ ص: 519 ] كتاب الجنائز

                                                                                                                باب تلقين الميت - والدعاء له - والبكاء عليه - والصبر عند الصدمة - والميت يعذب ببكاء أهله الجنازة مشتقة من جنز : إذا ستر ، ذكره ابن فارس وغيره ، والمضارع يجنز بكسر النون والجنازة بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح ، ويقال : بالفتح : للميت وبالكسر للنعش عليه ميت ، ويقال عكسه ، حكاه صاحب المطالع . والجمع جنائز بالفتح لا غير .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) معناه من حضره الموت ، والمراد ذكروه لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه كما في الحديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة والأمر بهذا التلقين أمر ندب ، وأجمع العلماء على هذا التلقين ، وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ، ويتكلم بما لا يليق . قالوا : وإذا قاله مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر ، فيعاد التعريض به ليكون آخر كلامه ، ويتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه وهذا مجمع عليه .

                                                                                                                [ ص: 520 ] قوله : ( وحدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز الدراوردي وروح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا خالد بن مخلد أخبرنا سليمان بن بلال جميعا بهذا الإسناد ) هكذا هو في جميع النسخ ، وهو صحيح قال أبو علي الغساني وغيره معناه عن عمارة بن غزية الذي سبق فيه الإسناد الأول . ومعناه روى عنه الدراوردي وسليمان بن بلال وهو كما قاله أبو علي ، ولو قال مسلم : جميعا عن عمارة بن غزية بهذا الإسناد لكان أحسن وأوضح ، وهو المعروف من عادته في الكتاب لكنه حذفه هنا لوضوحه عند أهل هذه الصنعة .




                                                                                                                الخدمات العلمية