الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب

                                                                                                                                                                                                                                        الله لطيف بعباده بر بهم بصنوف من البر لا تبلغها الأفهام. يرزق من يشاء أي يرزقه كما يشاء فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما اقتضته حكمته. وهو القوي الباهر القدرة. العزيز المنيع الذي لا يغلب.

                                                                                                                                                                                                                                        من كان يريد حرث الآخرة ثوابها شبهه بالزرع من حيث إنه فائدة تحصل بعمل الدنيا ولذلك قيل:

                                                                                                                                                                                                                                        الدنيا مزرعة الآخرة، والحرث في الأصل إلقاء البذر في الأرض ويقال للزرع الحاصل منه. نزد له في [ ص: 80 ] حرثه

                                                                                                                                                                                                                                        فنعطه بالواحد عشرا إلى سبعمائة فما فوقها. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها شيئا منها على ما قسمنا له. وما له في الآخرة من نصيب إذ الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية