الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طريق الأصبهاني ) عن أصحابه عن ورش فمن طريق هبة الله من أربع طرق : الحمامي ، وهي الأولى عن هبة الله من اثنتي عشرة طريقا ، أبو الحسين نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الفارسي من كتاب التجريد قرأ بها عليه ابن الفحام ، أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي من طريقين كتاب الكفاية الكبرى قرأ عليه بها أبو العز القلانسي ، ومن كتاب غاية الاختصار قرأ بها أبو العلاء على أبي العز القلانسي ، أبو علي الحسن بن علي العطار من كتاب المستنير قرأ عليه بها أبو طاهر بن سوار ، أبو علي المالكي من كتاب الروضة له ، أبو نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الخباز البغدادي من كتاب الكامل قرأ عليه بها الهذلي ، أبو الفتح بن شيطا من كتابه التذكار ، أبو القاسم عبد السيد بن عتاب الضرير من كتاب المفتاح لابن خيرون قرأ عليه بها أبو منصور محمد بن عبد الملك بن [ ص: 110 ] خيرون . البيع وابن سابور من روضة المعدل قرأ بها عليهما - أعني أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البيع وأبا نصر عبد الملك بن علي بن سابور - من الإعلان بسنده إليه ، أبو سعد أحمد المبارك الأكفاني ، أبو نصر أحمد بن علي بن محمد الهاشمي من المصباح لأبي الكرم قرأ بها على الأول جميع القرآن وعلى الثاني إلى آخر سورة الفتح . رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي . طريق المحولي قرأت بها على ابن الصائغ ، وقرأ بها على الصائغ على ابن فارس على الكندي على المحولي على رزق الله ، وقرأ رزق الله والبيع وابن سابور وأبو سعد الأكفاني وأبو نصر الهاشمي وعبد السيد وابن شيطا وأبو نصر والمالكي وأبو علي العطار وأبو علي الواسطي والفارسي ، الاثنا عشر على أبي الحسن على ابن أحمد الحمامي ، إلا أن الأكفاني قرأ عليه إلى آخر الجزء من سبأ ، ( فهذه ) خمسة عشر طريقا للحمامي . طريق النهرواني عن هبة الله وهي الثانية عنه من ثلاثة طرق عنه :

                                                          ( الأولى ) طريق أبي علي العطار من كتاب المستنير قرأ عليه بها ابن سوار ، ( الثانية ) طريق أبي علي الواسطي من كفاية أبي العز قرأ عليه بها أبو العز القلانسي ، ومن غاية أبي العلاء قرأ بها على أبي العز عن الواسطي ، ( الثالثة ) طريق أبي الحسن الخياط من كتابه الجامع ، وقرأ بها هو وأبو علي العطار والواسطي على أبي الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني فهذه أربع طرق للنهرواني .

                                                          طريق الطبري عن هبة الله وهي الثالثة عنه من تلخيص أبي معشر ، قرأ بها على أبي علي الحسين بن محمد الصيدلاني ، وقرأ على أبي حفص عمر بن علي الطبري النحوي ، ومن كتاب الإعلان بسنده إليه فهذه طريقتان للطبري . طريق ابن مهران عن هبة الله وهي ( الرابعة ) عنه عن كتاب الغاية للإمام أبي بكر بن مهران ، وقرأ بها ابن مهران والطبري والنهرواني والحمامي الأربعة على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم البغدادي ، فهذه اثنان وعشرون طريقا إلى هبة الله ، ومن طريق المطوعي عن الأصبهاني من ثلاث طرق : طريق الشريف أبي الفضل وهي [ ص: 111 ] ( الأولى ) عنه من كتابي المبهج والمصباح ، قرأ بها سبط الخياط وأبو الكرم على أبي الفضل العباسي المذكور ، طريق أبي القاسم الهذلي وهي ( الثانية ) ، طريق أبي معشر الطبري وهي ( الثالثة ) ، وقرأ الشريف أبو الفضل والهذلي والطبري على أبي عبد الله الكارزيني ، وقرأ بها على أبي العباس الحسن بن سعيد بن جعفر المطوعي العباداني فهذه أربع طرق للمطوعي ، وقرأ المطوعي وهبة الله على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم بن شبيب بن يزيد بن خالد الأسدي الأصبهاني . فهذه ست وعشرون طريقا إلى الأصبهاني . وقرأ الأصبهاني على جماعة من أصحاب ورش وأصحاب أصحابه ، فأصحاب ورش أبو الربيع سليمان بن داود بن حماد بن سعد الرشديني ويقال : ابن أخي الرشديني وهو ابن ابن أخي رشدين بن سعد وأبو يحيى محمد بن عبد الرحمن وعبد الله بن يزيد المالكي وأبو الأشعث عامر بن سعيد الحرسي بالمهملات ، وأبو مسعود الأسود اللون المدني ، وسمعها من يونس بن عبد الأعلى المصري ، وأما أصحاب أصحاب ورش فأبو القاسم مواس بن سهل المعافري المصري وأبو العباس الفضل بن يعقوب بن زياد الحمراوي ، وأبو علي الحسين بن الجنيد المكفوف وأبو القاسم عبد الرحمن ، ويقال سليمان بن داود بن أبي طيبة المصري ، وقرأ مواس على يونس بن عبد الأعلى وداود بن طيبة ، وقرأ الفضل بن يعقوب على عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي ، وقرأ المكفوف على أصحاب ورش الثقات ، وقرأ ابن داود بن أبي طيبة على أبيه ، وقرأ أبو يعقوب الأزرق وسليمان الرشديني ومحمد بن عبد الله المكي وعامر الحرسي والأسود اللون ويونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طيبة وعبد الصمد العتقي على أبي سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم القرشي مولاهم القبطي المصري الملقب بورش ، ( فهذه ) إحدى وستون طريقا لورش ، وقرأ قالون وورش على إمام المدينة ومقرئها أبي رويم ، ويقال أبو الحسن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني ، ( فذلك ) مائة وأربع وأربعون طريقا عن نافع ، [ ص: 112 ] وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومسلم بن جندب ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وصالح بن خوات وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان . فأما أبو جعفر فسيأتي على من قرأ في قراءته ، وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وقرأ مسلم وشيبة وابن رومان على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أيضا ، وسمع شيبة القراءة عن عمر بن الخطاب ، وقرأ صالح على أبي هريرة ، وقرأ الزهري على سعيد بن المسيب ، وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة ، وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وابن عياش على أبي بن كعب ، وقرأ ابن عباس أيضا على زيد بن ثابت ، وقرأ أبي وزيد وعمر - رضي الله عنهم - على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                          وتوفي نافع سنة تسع وستين ومائة على الصحيح ومولده في حدود سنة سبعين وأصله من أصبهان ، وكان أسود اللون حالكا ، وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة ، انتهت إليه رياسة الإقراء بها ، وأجمع الناس عليه بعد التابعين ، أقرأ بها أكثر من سبعين سنة قال : سعيد بن منصور سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة . قيل له قراءة نافع ؟ قال : نعم . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي أي القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة . قلت : فإن لم تكن . قال : قراءة عاصم . وكان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقيل له أتطيب فقال : لا ، ولكن رأيت فيما يرى النائم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة .

                                                          ( وتوفي قالون ) سنة عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة عشرين ومائة ، وقرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا ، فيقال إنه كان ابن زوجته وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته ، فإن قالون بلغة الروم جيد .

                                                          ( قلت ) : وكذا سمعتها من الروم غير أنهم ينطقون بالقاف كافا على عادتهم ، وكان قالون قارئ [ ص: 113 ] المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق ، فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه ، وقال : قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه وقال : قال نافع : كم تقرأ علي ، اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك .

                                                          وتوفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة ومولده سنة عشر ومائة ، رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد وكان حسن الصوت قال : يونس بن عبد الأعلى كان ورش جيد القراءة حسن الصوت ، إذ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه .

                                                          وتوفي أبو نشيط سنة ثمان وخمسين ومائتين ووهم من قال غير ذلك وكان ثقة ضابطا مقرئا جليلا محققا مشهورا ، قال ابن أبي حاتم : صدوق سمعت منه مع أبي ببغداد .

                                                          وتوفي الحلواني سنة خمسين ومائتين وكان أستاذا كبيرا إماما في القراءات عارفا بها ضابطا ، لا سيما في روايتي قالون وهشام رحل إلى قالون إلى المدينة مرتين وكان ثقة متقنا .

                                                          وتوفي ابن بويان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ومولده سنة ستين ومائتين وكان ثقة كبيرا مشهورا ضابطا وبويان بضم الباء الموحدة وواو ساكنة وياء آخر الحروف ، وإن ابن غلبون يقول فيه ثوبان بمثلثة ، ثم موحدة وهو تصحيف منه .

                                                          وتوفي القزاز فيما أحسب قبل الأربعين وثلاثمائة وكان مقرئا ثقة ضابطا ذا إتقان وتحقيق وحذق .

                                                          وتوفي ابن الأشعث قبيل الثلاثمائة فيما قال الذهبي وكان إماما ثقة ضابطا لحرف قالون انفرد بإتقانه عن أبي نشيط .

                                                          وتوفي ابن أبي مهران سنة تسع وثمانين ومائتين وكان مقرئا ماهرا ثقة حاذقا .

                                                          [ ص: 114 ] وتوفي جعفر بن محمد في حدود التسعين ومائتين وكان قيما برواية قالون ضابطا لها .

                                                          وتوفي الأزرق في حدود سنة أربعين ومائتين وكان محققا ثقة ذا ضبط وإتقان ، وهو الذي خلف ورشا في القراءة والإقراء بمصر ، وكان قد لازمه مدة طويلة ، وقال : كنت نازلا مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق ، فأما التحقيق فكنت أقرأ عليه في الدار التي يسكنها ، وأما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه في الإسكندرية ، وقال أبو الفضل الخزاعي : أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب يعني الأزرق لا يعرفون غيرها .

                                                          وتوفي الأصبهاني ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين ، وكان إماما في رواية ورش ضابطا لها مع الثقة والعدالة رحل فيها ، وقرأ على أصحاب ورش وأصحاب أصحابه كما قدمنا ، ثم نزل بغداد ، فكان أول من أدخلها العراق وأخذها الناس عنه حتى صار أهل العراق لا يعرفون رواية ورش من غير طريقه ; ولذلك نسبت إليه دون ذكر أحد من شيوخه ، قال الحافظ أبو عمرو الداني : هو إمام عصره في قراءة نافع رواية ورش عنه لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه وعلى ما رواه أهل العراق ومن أخذ عنهم إلى وقتنا هذا .

                                                          وتوفي النحاس فيما قاله الذهبي سنة بضع وثمانين ومائتين ، وكان شيخ مصر في رواية ورش محققا جليلا ضابطا نبيلا .

                                                          وتوفي ابن سيف يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة بمصر ، وكان إماما في القراءة متصدرا ثقة انتهت إليه مشيخة الإقراء بالديار المصرية بعد الأزرق وعمر زمانا ، وقد غلط فيه ابنا غلبون فسمياه محمدا ، وهو عبد الله كما قدمنا .

                                                          وتوفي هبة الله قبيل الخمسين وثلاثمائة فيما أحسب ، وكان مقرئا متصدرا ضابطا مشهورا قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيه : أحد من عني بالقراءات وتبحر فيها وتصدر للإقراء دهرا .

                                                          [ ص: 115 ] وتوفي المطوعي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وقد جاوز المائة سنة ، وكان إماما في القراءات عارفا بها ضابطا لها ثقة فيها رحل فيها إلى الأقطار سكن اصطخر وألف وأثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني وغيره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية