الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1398 حدثنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن يزيد الرقاشي حدثنا أبو الحكم البجلي قال سمعت أبا سعيد الخدري وأبا هريرة يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار قال أبو عيسى هذا حديث غريب وأبو الحكم البجلي هو عبد الرحمن بن أبي نعم الكوفي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( لو أن أهل السماء وأهل الأرض [ ص: 545 ] اشتركوا ) قال الطيبي رحمه الله : ( لو ) للمضي فإن أهل السماء فاعل والتقدير : لو اشترك أهل السماء ( في دم مؤمن ) أي : إراقته ، والمراد : قتله بغير حق ( لأكبهم الله في النار ) أي : صرعهم فيها ، وقلبهم قال الطيبي رحمه الله : كبه بوجهه أي : صرعه فأكب هو وهذا من النوادر أن يكون أفعل لازما وفعل متعديا قاله الجوهري ، وقال الزمخشري : لا يكون بناء أفعل مطاوعا لفعل ، بل همزة أكب للصيرورة ، أو للدخول ، فمعناه صار ذا كب ، أو دخل في الكب ، ومطاوع فعل انفعل نحو كب وانكب وقطع وانقطع ، قال التوربشتي : والصواب كبهم الله ، ولعل ما في الحديث سهو من بعض الرواة ، وقال الطيبي : فيه نظر لا يجوز أن يرد هذا على الأصل ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أن يتبع ولأن الجوهري ناف والرواة مثبتون : قال القاري فيه : إن الجوهري ليس بناف للتعدية ، بل مثبت للزوم ، ولا يلزم من ثبوت اللزوم نفي التعدية هذا ، وقد أثبتها صاحب القاموس حيث قال : كبه قلبه وصرعه كأكبه وكبكبه فأكب ، وهو لازم متعد .




                                                                                                          الخدمات العلمية