الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5079 ]

                                                          فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ؛ الفاء عاطفة ما بعدها على " فاستكبروا " ؛ وقولهم أنؤمن لبشرين مثلنا ؛ الاستفهام هنا للإنكار؛ بمعنى النفي؛ مع الإنكار الشديد؛ فالمعنى: لا نؤمن؛ ولا نذعن لبشرين مثلنا؛ وقد سببوا كفرهم بسببين؛ أولهما: أنهما مثلهم في البشرية؛ وكأنهم تصوروا أن الرسالة الإلهية لا تكون لبشر؛ وقد لفوا في هذا لف غيرهم من المشركين؛ الذين مر ذكرهم.

                                                          والثاني: أن قومهما - وهم بنو إسرائيل - لهم عابدون؛ أي: خاضعون خضوعا مطلقا؛ قد استذلوهم؛ وذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم؛ وعبدوهم؛ كما فرض فرعون على المصريين أن يعبدوه؛ وقال لهم: ما علمت لكم من إله غيري ؛ ومهما يكن فهم كانوا يعدونهم دونهم؛ كما يعد القوي دائما الضعيف الذليل دونه قدرا ومكانا.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية