الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5691 66 - حدثنا موسى بن إسماعيل، سمع سلام بن مسكين، قال: سمعت ثابتا يقول: حدثنا أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت، ولا: ألا صنعت.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يدل على حسن خلق النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو مطابق للجزء الأول للترجمة.

                                                                                                                                                                                  و"سلام" بتشديد اللام، ابن مسكين النمري. وثابت هو البناني.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيبان بن فروخ.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عشر سنين" فإن قلت: في حديث مسلم من طريق إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس: " والله لقد خدمته تسع سنين"؛ قلت: إنما خدم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدوم المدينة بأشهر، فيكون تسع سنين وأشهر، ففي رواية "تسع سنين" ألغى الكسر، وفي رواية: "عشر سنين" جبره. قوله: " فما قال لي: أف"؛ هو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر متكره، وفيه ست لغات بالحركات الثلاث بالتنوين وعدمه. وذكر أبو الحسن الرماني فيها لغات كثيرة فبلغ تسعا وثلاثين، ونقلها ابن عطية وزاد واحدة لتكملة أربعين، وقد سردها أبو حيان في تفسيره المسمى بالبحر، ولم نذكرها طلبا للاختصار. وقال الراغب: أصل الأف: كل مستقذر من وسخ كقلامة الظفر ونحوها، ويستعمل منه الفعل؛ يقال: أففت لفلان تأفيفا، وأففت به؛ إذا قلت له: أف لك. وفي رواية مسلم وقع بالتنوين. قوله: " ولا لم صنعت"؛ أي: ولا قال لي: لم صنعت كذا لشيء من [ ص: 121 ] الأشياء. قوله: " ولا ألا صنعت"؛ أي: ولا قال لي: ألا صنعت، بتشديد اللام، بمعنى هلا صنعت. وفي رواية عبد العزيز بن صهيب: " ما قال لشيء صنعته: لم صنعت هذا؟" كذا " ولا لشيء لم أصنعه: لم لم تصنع هذا؟" كذا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية