الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فذرهم في غمرتهم حتى حين ؛ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، والضمير يعود إلى المشركين ، فإنهم حاضرون في ذهن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أنهم في كفرهم وعنادهم؛ موضوع القول ، وتسرية الله لنبيه لأجل أذاهم المستمر اللحوح ، و " الغمرة " : الماء الكثير الذي يغمر من ينزل فيه ، والمراد: الجهالة ، أي: ذرهم في جهالتهم التي غطت عقولهم وفكرهم كما تغطي الغمرة التي تغطي أجسامهم ، وإن جهالتهم هذه جعلتهم في حيرة بين حق رأوا دلائله ، وباطل قد استولى على نفوسهم ، وقوله (تعالى): حتى حين إلى حين ليس ببعيد ، وإنه لقريب; لأنه واقع ، وكل واقع قريب؛ مهما يتباعد زمانه؛ والفاء فاء الإفصاح ، والمعنى: إذا كانوا قد أعرضوا عن الحق ، ولجوا في إعراضهم جهالة وحيرة؛ فذرهم حتى حين ، والحين الذي ينتهي عنده انتظار أمر الله [ ص: 5085 ] هو ما بعد الهجرة ، ولقاؤهم في ميدان القتال ، ويكون دفع ظلمهم؛ ووقفهم عند حدودهم ، ولا يصح أن يظنوا أن مالهم وأولادهم تغني عنهم شيئا ، ولذا قال (تعالى):

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية