الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5711 86 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان السمان الزيات.

                                                                                                                                                                                  قوله: " تجد من شر الناس"، وفي رواية الكشميهني: " من شرار الناس" بصيغة الجمع، وفي رواية الترمذي: " إن من شر الناس"، وفي رواية مسلم: " تجدون شر الناس"، وفي رواية أخرى له: " تجدون من شر الناس ذا الوجهين"، وفي رواية أبي داود، عن الأعرج، عن أبي هريرة بلفظ: " من شر الناس ذو الوجهين"، وفي رواية الإسماعيلي من طريق ابن شهاب، عن الأعمش بلفظ: " من شر خلق الله ذو الوجهين"، وهذه الألفاظ متقاربة، والروايات التي فيها: "شر الناس" محمولة على الروايات التي فيها: "من شر الناس"؛ مبالغة في ذلك، وقال الكرماني: وفي بعض الروايات: " أشر الناس" بلفظ أفعل، وهو لغة فصيحة، وإنما كان أشر; لأنه يشبه النفاق، فإن قلت: ما المراد بالناس؟ قلت: يحتمل أن يكون المراد من ذكر من الطائفتين خاصة، فهو شرهم كلهم، والأولى أن يحمل على عمومه؛ فهو أبلغ بالذم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذا الوجهين" منصوب؛ لأنه مفعول قوله: "تجد". قوله: "يأتي هؤلاء"؛ أي: يأتي كل طائفة، ويظهر عندهم أنه منهم ومخالف للآخرين مبغض لهم؛ إذ لو أتى كل طائفة بالإصلاح ونحوه لكان محمودا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية