الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 409 ] إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد .

[17] إن الذين آمنوا على الحقيقة والذين هادوا يعني : اليهود ، سموا به ؛ لقولهم : إنا هدنا [الأعراف : 156] ، أي : ملنا إليك ، وقيل : لأنهم هادوا ؛ أي : تابوا عن عبادة العجل ، وقال أبو عمرو بن العلاء : لأنهم يتهودون ؛ أي : يتحركون عند قراءة التوراة ، ويقولون : إن السموات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة .

والصابئين جمع صابئ ، أصله الخروج ، يقال : صبأ فلان : إذا خرج من دين إلى دين آخر ، وهم قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية ، وعبدوا الملائكة ، ويستقبلون القبلة ، ويوحدون الله تعالى ، ويقرؤون الزبور . قرأ نافع ، وأبو جعفر : (والصابين ) (والصابون ) بغير همز ، والباقون : بالهمز .

والنصارى سموا به لقولهم : نحن أنصار الله [آل عمران : 52] وقيل : لأنهم نزلوا قرية يقال لها : ناصرة ، وقيل : لاعتزائهم إلى نصرة قرية كان ينزلها عيسى عليه السلام .

والمجوس هم عبدة النار والشمس والقمر .

والذين أشركوا هم عبدة الأوثان ، قال قتادة : الأديان ستة : خمسة للشيطان ، وواحد للرحمن . [ ص: 410 ]

إن الله يفصل بينهم يوم القيامة يحكم بين الفرق المذكورة ، فيدخل الكافر النار ، والمؤمن الجنة إن الله على كل شيء شهيد عالم به .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية