الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب

                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين كفروا عام في الكفرة. وقيل: المراد به وفد نجران، أو اليهود، أو مشركو العرب. لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أي من رحمته، أو طاعته على معنى البدلية، أو من عذابه وأولئك هم وقود النار حطبها. وقرئ بالضم بمعنى أهل وقودها.

                                                                                                                                                                                                                                        كدأب آل فرعون متصل بما قبله أي لن تغني عن أولئك، أو توقد بهم كما توقد بأولئك، أو استئناف مرفوع المحل تقديره دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب، وهو مصدر دأب في العمل إذا كدح فيه فنقل إلى معنى الشأن. والذين من قبلهم عطف على آل فرعون. وقيل استئناف. كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم حال بإضمار قد، أو استئناف بتفسير حالهم، أو خبر إن ابتدأت بالذين من قبلهم. والله شديد العقاب تهويل للمؤاخذة وزيادة تخويف الكفرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية