الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون ( 13 ) ) .

قوله تعالى : ( يأكله الذئب ) : الأصل في الذئب الهمز ، وهو من قولهم : تذأبت الريح ; إذا جاءت من كل وجه ; كما أن الذئب كذلك .

ويقرأ بالياء على التخفيف .

قال تعالى : ( قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ( 14 ) ) .

قوله تعالى : ( ونحن عصبة ) : الجملة حال .

وقرئ في الشاذ " عصبة " بالنصب ; وهو بعيد . ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال ; أي : ونحن نتعصب ، أو نجتمع عصبة .

قال تعالى : ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ( 15 ) ) .

قوله تعالى : ( فلما ذهبوا ) : جواب " لما " محذوف تقديره : عرفناه ، أو نحو ذلك ; وعلى قول الكوفيين الجواب : " أوحينا " والواو زائدة .

و ( أجمعوا ) : يجوز أن يكون حالا معه " قد " مرادة ، وأن يكون معطوفا .

قال تعالى : ( وجاءوا أباهم عشاء يبكون ( 16 ) ) .

قوله تعالى : ( عشاء ) : فيه وجهان :

[ ص: 51 ] أحدهما : هو ظرف ; أي وقت العشاء ، و " يبكون " حال . والثاني : أن يكون جمع عاش ، كقائم وقيام .

ويقرأ بضم العين ; والأصل عشاة ، مثل غاز وغزاة ، فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضا منها ، ثم قلبت الألف همزة .

وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه ( أو كانوا غزى ) [ آل عمران : 156 ] .

ويجوز أن يكون جمع فاعلا على فعال ، كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضم .

ويجوز أن يكون كتؤام ورباب ، وهو شاذ .

قال تعالى : ( وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ( 18 ) ) .

قوله تعالى : ( على قميصه ) : في موضع نصب حالا من الدم ; لأن التقدير : جاءوا بدم كذب على قميصه . و ( كذب ) : بمعنى ذي كذب . ويقرأ في الشاذ بالدال ، والكدب : النقط الخارجة على أطراف الأحداث ، فشبه الدم اللاصق على القميص بها .

وقيل : الكدب : الطري .

( فصبر جميل ) : أي فشأني ، فحذف المبتدأ ; وإن شئت كان المحذوف الخبر ; أي فلي ، أو عندي .

التالي السابق


الخدمات العلمية